للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مؤكدة؛ كقوله تعالى: {فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا} (١).

(أو عَطَس) بفتح الطاء في الماضي، وضمِّها وكسرها في المضارع (أو بكى، أو ارتضع، أو تحرَّك حركة طويلة، أو تنفَّس وطال زمن التنفُّس، ونحو ذلك مما يدلُّ على حياته) كسعال؛ لأن هذه الأشياء دالَّة على الحياة المستقرة، فيثبت له أحكام الحي، كالمُسْتَهل.

(لا) بـ (ـحركة يسيرة، أو اختلاج (٢)، أو تنفُّس يسير) لأنها لا تدلُّ على حياة مستقرَّة، ولو علمت الحياة إذًا؛ لأنه لا يعلم استقرارها؛ لاحتمال كونها كحركة المذبوح، فإن الحيوان يتحرَّك بعد ذبحه شديدًا، وهو كميت.

قلت: فيؤخذ منه أن المولود لدون ستة أشهر لا يَرِث بحال؛ للقطع بعدم استقرار حياته، فهو كالميت.

(وإن خَرَج بعضُه (٣)، فاستهلَّ) أي: صَوَّتَ (ثم انفصل ميتًا، لم يَرِث) وكان كما لو لم يستهل.

(وإن جُهل مُستَهِلٌّ من توأمين) ذكر وأنثى، و (إرثهما مختلِف) بأن كانا من غير ولد الأم (عُيِّن) المستهل (بقُرعة) كما لو طَلَّق واحدة من نسائه، ولم تعلم عينها بعد موته. وقال الخَبْري (٤) (٥): ليس في هذا


(١) سورة النمل، الآية: ١٩ .
(٢) في "ذ" زيادة "يسير" بعد "اختلاج".
(٣) في "ذ" ومتن الإقناع (٣/ ٢٢٠) زيادة "حيًّا".
(٤) هو العلامة أبو حكيم عبد الله بن إبراهيم الخبري، نسبة إلى خَبْر، وهي ناحية بنواحي شيراز، الشافعي، برع في الفرائض والحساب، وله فيهما المصنفات الفائقة، وشرح الحماسة وعدة دواوين، تُوفي سنة (٤٧٦ هـ) رحمه الله. انظر: سير أعلام النبلاء (١٨/ ٥٥٨ - ٥٥٩)، وطبقات الشافعية الكبرى (٥/ ٦٢ - ٦٣).
(٥) المغني (٩/ ١٨٢).