للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الواصلة إليها سِمحاقًا، فهذه الخَمس فيها حكومةٌ) لأنها جراحات لم يرد فيها توقيت من الشرع، أشبهت جراحات البدن.

(وخَمس (١) فيها مقدَّر:

أولها: المُوضِحة) والوَضَح: البياض (وهي التي توضِح العظم) أي: تُبدي بياضه (أي: تُبْرِزه، ولو بقَدْر رأسِ إبرة، وموضِحة الوجه والرأس سواء) لعمومِ الأخبار (وفيها -إن كانت من حُرٍّ مسلِم ولو أنثى- خمس من الإبل) لما في حديث عَمرو بن حزم: "وفي المُوضِحةِ خمسٌ من الإبل (٢). وعن عَمرو بن شعيب، عن أَبيه، عن جده أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "في المَواضحِ خمسٌ خمسٌ" رواه الخمسة (٣).

(ولا يُعتبر إيضاحُها للناظر، فلو أوضَحَه برأس مِسَلَّةٍ أو) رأس (إبرة؛ وعُرِف وصولُها إلى العظم؛ كانت موضحة) لأنها أوضحت العظمَ.

(فإن عَمَّت الرأسَ) ونزلت إلى الوجه فموضحتان (أو لم تَعُمُّه)


(١) في "ذ": "خمس: أي من الشجاج".
(٢) تقدم تخريجه (١٣/ ٣٢٥) تعليق رقم (٥).
(٣) أبو داود في الديات، باب ٢٠، حديث ٤٥٦٦، والترمذي في الديات، باب ٣، حديث ١٣٩٠، والنسائي في القسامة، باب ٤٥، حديث ٤٨٦٧، وفي الكبرى (٤/ ٢٤٥) حديث ٧٠٥٧، وابن ماجه في الديات، باب ١٩، حديث ٢٦٥٥، وأحمد (٢/ ١٧٩، ١٨٩، ٢١٥، ٢١٧).
وقال التِّرْمِذِيّ: حديث حسن.
وأخرجه -أَيضًا- ابن المبارك في مسنده ص/ ٨٠، حديث ١٣٦، وابن أبي شيبة (٩/ ١٤٢، ١٨٦)، والدارمي في الديات، باب ١٦، حديث ٢٣٧٧، وابن أبي عاصم في الديات ص/ ٢٨، حديث ١٧٤، وابن الجارود (٣/ ٩٦) حديث ٧٨٥، والدارقطني (٣/ ٢٠٧، ٢١٠)، والبيهقي (٨/ ٨١، ٨٩، ٩٢)، وابن عبد البر في التمهيد (١٧/ ٣٧٦ - ٣٧٧)، وابن الجوزي في التحقيق (٢/ ٣٢٠).