للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في "الشرح": وليس لها وقت معين، إلا أنها لا تفعل في وقت النهي بغير خلاف.

(ويقرأ فيها بما يقرأ به في صلاة العيد) لما تقدم عن ابن عباس. (وإن شاء) قرأ في الركعة الأولى بـ {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا} (١) لمناسبتها الحال، (و) في الركعة الثانية (سورة أخرى) من غير تعيين. (وإذا أراد الإمام الخروج لها، وعظ الناس) أي خوفهم، وذكرهم بالخير، لترقّ به قلوبهم، وينصحهم، ويذكرهم بالعواقب، (وأمرهم بالتوبة من المعاصي، و) بـ (الخروج من المظالم، و) بـ (أداء الحقوق) وذلك واجب؛ لأن المعاصي سبب القحط، والتقوى سبب البركات، لقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ}.. الآية (٢). (والصيام، قال جماعة: ثلاثة أيام، يخرجون في آخرها صيامًا)، لأنه وسيلة إلى نزول الغيث، وقد روي: "دعوة الصائم لا ترد" (٣)، ولما فيه من كسر الشهوة، وحضور القلب،


(١) سورة نوح الآية ١.
(٢) سورة الأعراف، الآية ٩٦.
(٣) رواه الترمذي في الدعوات، باب ١٢٩، حديث ٣٥٩٨، وابن ماجه في الصيام، باب ٤٨، حديث ١٧٥٢، وابن المبارك في الزهد والرقائق ص/ ٣٨٠ - ٣٨١، حديث ١٠٧٥، والطيالسي ص/ ٣٣٧، حديث ٢٥٨٤، وأحمد (٢/ ٣٠٤ - ٣٠٥، ٤٤٥، ٤٤٧)، وعبد بن حميد (٣/ ١٩٤) حديث ١٤١٨، وابن خزيمة (٣/ ١٩٩) حديث ١٩٠١، وابن حبان "الإحسان" (٨/ ٢١٤ - ٢١٥) حديث ٣٤٢٨، و(١٦/ ٣٩٦) حديث ٧٣٨٧، والطبراني في الدعاء (٣/ ١٤١٤) حديث ١٣١٥، والبيهقي (٣/ ٣٤٥ - ٣٤٦، ٨/ ١٦٢، ١٠/ ٨٨)، وفي الأسماء والصفات (١/ ٣٣٤) حديث ٢٦٤، والخطيب في الموضح (٢/ ٢٩٣ - ٢٩٤)، والبغوي في شرح السنة (٥/ ١٩٦) حديث ١٣٩٥. عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حتى يفطر، والإمام العادل ودعوة المظلوم … الحديث. هذا لفظ الترمذي. قال الترمذي: هذا حديث حسن. وحسنه الحافظ كما في الفتوحات الربانية (٤/ ٣٣٨).