للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ولا يُكره أخذه) أي: المعزِّي (بيد من عزاه) قال أحمد (١): إن شئت أخذت بيد الرجل في التعزية، وإن شئت فلا.

(ولا بأس أن يجعل المصاب عليه علامة يعرف بها، ليعزَّى) لتتيسر التعزية المسنونة بذلك على كل أحد.

(ويُسنّ) للمصاب (أن) يسترجع فـ (ــيقول: إنا لله) أي: نحن عبيده يفعل بنا ما يشاء (وإنا إليه راجعون) أي: نحن مقرُّون بالبعث والجزاء على أعمالنا (اللهم أجُرني في مصيبتي وأخلِف لي خيرًا منها) (٢) أجُرني مقصور، وقيل ممدود. وأخلِف: بقطع الهمزة، وكسر اللام. يقال لمن ذهب منه ما يتوقع مثله: أخلف الله عليك مثله. ومن ذهب منه ما لا يتوقع مثله: خلف الله عليك. أي: كان الله لك خليفة منه عليك.

(ويصلِّي ركعتين) قاله الآجرِّي وجماعة، قال في "الفروع": وهو متجه؛ فعله ابن عباس (٣)، وقرأ: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ


(١) مسائل أبي داود ص/ ١٣٩.
(٢) ثبت مرفوعًا، أخرجه مسلم في الجنائز، حديث ٩١٨ عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها قالت: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلِف لي خيرًا منها، إلا أخلف الله له خيرًا منها".
(٣) أخرجه سعيد بن منصور (٢/ ٦٣٢) حديث ٢٣١، والطبري في تفسيره (١/ ٢٦٠)، والبيهقي في شعب الإيمان (٧/ ١١٤) حديث ٩٦٨٢، وابن الأثير في أسد الغابة (٤/ ٣٩٣)، عن عيينة بن عبد الرحمن، عن أبيه، أن ابن عباس نعي إليه أخوه قُثَم وهو في مسير، فاسترجع، ثم تنحى عن الطريق، ثم صلى ركعتين فأطال فيهما الجلوس، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة: الآية ٤٥] وحسَّن إسناده =