للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مُحسِّر) بالحاء المهملة والسين المهملة المشددة، وليس من مزدلفة؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وارفعوا عَنْ بطْنِ مُحسِّر" (١) قاله في "الشرح".

(فإذا أصبح) بمزدلفة (صلى الصُّبحَ بغلَس أولَ وَقْتها) لما تقدم في حديث جابر (٢)؛ وليتسع وقت الوقوف عند المشعر الحرام.

(ثم يأتي المَشْعَر الحرام) سُمِّيَ بذلك لأنه من علامات الحج؛

وتُسمَّى - أيضًا - المزدلفة بذلك تسمية للكلِّ باسم البعض، واسمه في

الأصل: قُزَح، وهو جبل صغير بالمزدلفة (فيَرقى عليه إنْ أمكنه، وإلا

وقف عنده، ويحمدُ الله) تعالى (ويهلِّلُه ويكبِّره، ويدعو، ويقول: اللَّهمَّ

كما وقَّفتنا فيه وأريتنا إيَّاه، فوفقنا لذِكرك كما هديتنا، واغفِر لنا وارحمنا

كما وعدتنا بقولك، وقولك الحق: {فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (١٩٨) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (٣).

ثم لا يزالُ يدعو إلى أن يُسفِرَ جدًّا) لقول جابر: "ثم ركب القصوى حتَّى أتى المشعَرَ، فاستقبلَ القِبلة، ودَعاهُ وكبَّرهُ وهلَّلَهُ ووحَّدهُ، فلم يزَلْ واقفًا حتى أسفر جدًّا" (٤).

(ولا بأس بتقديم الضَّعَفة والنساء) في الدَّفْع من مزدلفة إلى منى بعد نصف الليل؛ لما تقدم من حديث ابن عباس وعائشة (٥).


(١) تقدم تخريجه (٦/ ٢٧٩) تعليق رقم (٤).
(٢) (٦/ ٢٩٣)، تعليق رقم (٢).
(٣) سورة البقرة، الآيتان: ١٩٨، ١٩٩.
(٤) جزء من حديث جابر الطويل، أخرجه مسلم في الحج، حديث ١٢١٨.
(٥) (٦/ ٢٩٣)، تعليق رقم (٣، ٤).