للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لمن حمدهُ، ربنا ولك الحمدُ. ثم قامَ فاقترأ قراءة طويلة، هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبَّرَ فركعَ ركوعًا طويلًا ادنى من الركوع الأول، ثم سمع وحمد، ثم فعل في الركعة الثانية مثل ذلك حتى استكملَ أربعَ ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف" متفق عليه (١).

وقال ابن عباس: "خسفت الشمسُ على عهد رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فقام النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قيامًا طويلًا نحوًا من سورة البقرة" (٢).

وفي حديث أسماء: "ثم سجدَ فأطال السجود" (٣) وروى النسائي عن عائشة: "أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تشهدَ ثم سلم" (٤).

(وإن تجلى الكسوف فيها، أتمها خفيفة على صفتها) لقوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي مسعود (٥): "فصلوا وادعوا حتى ينكشف (٦) ما بكم" متفق عليه (٧). ولأن المقصد التجلي وقد حصل. وعلم منه أنه لا يقطعها، لقوله تعالى: {وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (٨)، وشرع تخفيفها لزوال السبب.


(١) البخاري في الكسوف، باب ٤، حديث ١٠٤٦، ومسلم في الكسوف، حديث ٩٠١ (٢).
(٢) رواه البخاري في الكسوف، باب ٩، حديث ١٠٥٢، ومسلم في الكسوف، حديث ٩٠٧.
(٣) أخرجه البخاري في الأذان، باب ٩٠، حديث ٧٤٥.
(٤) النسائي في الكسوف، باب ٢١، حديث ١٤٩٦. ورواه - أيضًا - ابن حبان "الإحسان" (٧/ ٨٤) حديث ٢٨٤٢، والبيهقي (٣/ ٣٢٠).
(٥) في "ح" و"ذ": "ابن مسعود" وهو خطأ.
(٦) لفظ مسلم: يكشف.
(٧) رواه البخاري في الكسوف، باب ١، ١٣، حديث ١٠٤١، ١٠٥٧، وفي بدء الخلق، باب ٤، حديث ٣٢٠٤، ومسلم في الكسوف، حديث ٩١١.
ولفظ: "وادعوا حتى يكشف ما بكم" عند مسلم فقط.
(٨) سورة محمد، الآية: ٣٣.