للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(و) يستحب أن (يقارب خطاه) لتكثر حسناته، فإن كل خطوة يكتب له بها حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لحديث زيد بن ثابت قال: "أقيمت الصلاةُ، فخرج النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يمشي، وأنا معه، فقارب في الخطى، ثم قال: تدري لم فعلتُ هذا؟ لتكثر خطاي في طلب الصلاة" (١).

(ويكره) أن يشبك بين أصابعه من حين) وفى نسخه "من حيث" (يخرج) من بيته قاصدًا المسجد، لخبر كعب بن عجرة، وتقدم (٢).

(وهو) أي التشبيك بين الأصابع (في المسجد أشد كراهة) لحديث أبي سعيد أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان أحدكم في المسجد فلا يشبكنَّ، فإن التشبيكَ من


(١) رواه البخاري في الأدب المفرد، حديث ٤٥٨، وابن أبي شيبة في مسنده (١/ ١٠٧) حديث ١٣٣، وعبد بن حميد (١/ ٢٤٠) حديث ٢٥٦، والطبراني في الكبير (٥/ ١١٧ - ١١٨) حديث ٤٧٩٧ - ٤٧٩٩. وذكره البوصيري في مختصر إتحاف السادة المهرة (١/ ٣٤٩)، وقال: رواه ابن أبى شيبة، وعبد بن حميد، وأبو يعلى من طريق الضحاك بن نبراس، وهو ضعيف. وقال الحافظ في المطالب العالية (١/ ٢٤٢): الضحاك ضعيف الحفظ. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ٣٢): وفيه الضحاك بن نبراس - وهو ضعيف.
قلنا: لم ينفرد به الضحاك، بل تابعه محمد بن ثابت البناني، عند الطبراني في الكبير (٥/ ١١٨) حديث ٤٨٠٠، وهو ضعيف -أيضًا-، قال أبو حاتم كما في العلل لابنه (١/ ١٩١): روى هذا الحديث جماعة عن ثابت البناني، فلم يصله أحد إلا الضحاك بن نبراس، والضحاك لين الحديث، وهو ذا يتابعه محمد بن ثابت، ومحمد ليس بقوي -أيضًا-، والصحيح موقوف.
والموقوف رواه عبد الرزاق (١/ ٥١٧) رقم ١٩٨٣، والطبراني في الكبير (٥/ ١١٧) رقم ٤٧٩٦، وقال المنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٢٨٦): رواه الطبراني في الكبير مرفوعًا، وموقوفًا على زيد، وهو الصحيح.
(٢) (٢/ ٢٦٣).