للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المهذب" للنووي (١): نقل أبو جعفر النحاس اتفاق العلماء على كراهة قول: أطال الله بقاءك، وقال بعضهم: هي تحية الزنادقة.

(ولو كتب كتابًا إلى كافر، وكتب) أي: أراد أن يكتب (فيه سلامًا، كتب: سلام على من اتبع الهدى) لأن ذلك معنًى جامع.

(وإن سلَّم على من ظنه مسلمًا، ثم عَلِم أنه ذِمي استُحب قوله) أي: المُسْلِم (له) أي: للذِّمي (رُدَّ عليَّ سلامي) لما روي عن ابن عمر: "أنهُ مرَّ على رجلٍ فسلَّم عليه. فقيلَ: إنه كافرٌ، فقال: رُدَّ عليَّ ما سَلَّمتُ عليكَ، فردَّ عليه، فقال: أكثرَ الله مالكَ وولدَك، ثم التَفَتَ إلى أصحابه فقال: أكثر للجزيةِ" (٢).

(وإن سَلَّم أحدهم) أي: أهل الذِّمة (لزم ردّه، فيقال له: وعليك، أو: عليكم) بلا واو (وبالواو أولى) لكثرة الأخبار. وروى أحمد بإسناده عن أنس أنه قال: نُهينا أو أُمرنا أنْ لا نزيدَ أهلَ الذِّمةِ على وعليكُم (٣).


= (٢/ ١٠)، والقضاعي في مسند الشهاب (٢/ ٣٥) حديث ٨٣١، والبيهقي في شعب الإيمان (٧/ ٢٥٨) حديث ١٠٢٣٣ ، والبغوي في شرح السنة (١٣/ ٦) حديث ٣٤١٨، والمزي في تهذيب الكمال (١٤/ ٣٦٦).
قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وقال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٥٤). وسألت شيخنا أبا الفضل العراقي -رحمه الله- عن هذا الحديث، فقال: حديث حسن. وقال -أيضًا - (٢/ ٣٠٢): هذا إسناد حسن.
(١) المجموع شرح المهذب (١/ ٨٧) (٤/ ٤٢٣).
(٢) أخرجه الخلال في أحكام أهل الملل من الجامع (٢/ ٤٥٩) رقم ١١٠٠، وأخرجه البخاري في الأدب المفرد ص / ٣٨١، رقم ١١١٥، وعبد الرزاق، (١٠/ ٣٩٢) رقم ١٩٤٥٨، والبيهقي في شعب الإيمان (٦/ ٤٦٢) رقم ٨٩٠٦، بنحوه.
(٣) (٣/ ١١٣). وأخرجه -أيضًا- البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٣٤٨ - ٣٤٩)، وعبد الرزاق (٦/ ١١) حديث ٩٨٣٨، وابن أبي شيبة (٨/ ٦٣١)، والحارث بن أبي =