للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

(وصدقة التطوُّع مستحبَّة كل وقت) إجماعًا؛ لأنه تعالى أمر بها ورغَّب فيها، وحثَّ عليها، فقال: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} (١) وقال - صلى الله عليه وسلم -: "من تصَدقَ بعدلِ تَمرَةٍ من كَسبٍ طيِّبٍ، ولا يَصعد إليهِ إلا طيِّبٌ، فإن الله يقبلها (٢) بيمِينهِ، ثم يُرَبِّيها لصاحِبها (٣) حتى تكونَ مِثْلَ الجبلِ". متفق عليه (٤) من حديث أبي هريرة. وعن أنس مرفوعًا: "إن الصدَقَةَ لتطفئُ غضَبَ الرب، وتَدفعُ مِيتةَ السوء". رواه الترمذي (٥) وحسنه.


(١) سورة البقرة الآية: ٢٤٥.
(٢) في "ح": "يتقبلها" وهو الموافق للرواية.
(٣) في "ح" زيادة: "كما يربِّي أحدكم فلوَّه" وهو الموافق للرواية.
(٤) البخاري في الزكاة، باب ٨، حديث ١٤١٠، وفي التوحيد، باب ٢٣، حديث ٧٤٣٠، ومسلم في الزكاة حديث ١٠١٤.
(٥) في الزكاة، باب ٢٨، حديث ٦٦٤. وأخرجه -أيضًا- ابن حبان "الإحسان" (٨/ ١٠٣) حديث ٣٣٠٩، وابن عدي (٤/ ١٥٣٤)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٢١٣) حديث ٣٣٥١، والبغوي في شرح السنة (٦/ ١٣٣) حديث ١٦٣٤، وابن عساكر (٨/ ٣٢٢)، والضياء في المختارة (٥/ ٢١٨، ٢١٩) حديث ١٨٤٧، ١٨٤٨. قال الترمذي: حديث حسن غريب من هذا الوجه. وذكره عبد الحق في الأحكام الوسطى (٢/ ١٩١)، واكتفى بنقل كلام الترمذي، وتعقبه ابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٣/ ٤٣١) بقوله: ولم يبين المانع من صحته، وعلته ضعف راويه أبي خلف [عبد الله بن عيسى] ثم ذكر كلام الأئمة النقاد فيه، وقال فالحديث ضعيف لأحسن. وضعفه -أيضًا- العراقي في تخريج الإحياء (١/ ٢١٥). وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٢/ ٣٦٢ مع =