للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

شَهيدَي البَرِّ، والمائد في البحر كالمُتَشَحِّطِ في دمه في البَرِّ، وما بين الموجَتَيْنِ كقاطعِ الدنيا في طاعة الله تعالى، وإنَّ الله تعالى وكل مَلَكَ الموتِ بقبضِ الأرواح إلَّا شهيدَ البحرِ، فإن الله يتولَّى قَبْضَ أرواحِهم، وشهيد البَرِّ يُغْفَرُ له كلُّ شيءٍ إلا الدَّيْنَ، وشهيدُ البحرِ يغفرُ له كل شيءٍ والدَّيْنُ" (١) وإسناده ضعيف. ولأنه أعظم خطرًا ومشقة؛ لكونه بين خطر العدو والغرق، ولا يتمكن من الفرار إلا مع أصحابه؛ فكان أفضل من غيره.

(والجهاد من السياحة) المُرغَّب فيها.

(وأما السياحة في الأرض، لا لمقصودٍ) شرعي (ولا إلى مكان معروف، فمكروهة) لأنها من العبث.

(ويُغزَى مع كل أمير بَرٍّ وفاجر يحفظان المسلمين) لحديث أبي هريرة مرفوعًا: "الجهاد واجبٌ عليكم مع كلِّ أميرٍ، بَرًّا كان أو فاجِرًا"، رواه أبو داود (٢). وفي الصحيح: "إن الله لَيُؤَيِّدُ هذا الدِّينَ بالرجل


(١) ابن ماجه في الجهاد، باب ١٠، حديث ٢٧٧٨. وأخرجه - أيضًا - الطبراني في الكبير (٨/ ١٧١) حديث ٧٧١٦، والمزي في تهذيب الكمال (٢٤/ ٧٧ - ٧٨)، من طريق عفير بن معدان، عن سليم بن عامر، عن أبي أمامة - رضي الله عنه - مرفوعًا.
قال الحافظ ابن حجر في بذل الماعون ص/ ٧٨: حديث ضعيف؛ لضعف راويه عفير بن معدان، فإن كان ثابتًا فهو خاص بالغريق الذي يخرج مجاهدًا في سبيل الله، فإنه يجتمع له شيئان للشهادة: القتال في سبيل الله والغرق.
قال البوصيري في مصباح الزجاجة (٢/ ١١٢): هذا إسناد ضعيف، عفير بن معدان المؤذن ضعفه أحمد وابن معين ودحيم وأبو حاتم والبخاري والنسائي وغيرهم. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٤/ ١٦٦ مع الفيض) ورمز لضعفه.
(٢) في الجهاد، باب ٣٥، حديث ٢٥٣٣، وقد تقدم تخريجه (٤/ ٤٨، ٤٩)، تعليق رقم (٢) فقرة (د)