للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمراد: أحيانًا، ولم يداوم كاملًا على غيرِ رمضان، فدلَّ أنه لا يُستحبُّ صومُ رجب وشعبان في قول الأكثر، واستحبَّه في "الإرشاد".

(وكلُّ حديث رُوي في فضل صوم رجب، أو الصلاة فيه، فَكَذِبٌ باتفاق أهل العلم) بالحديث (١).

(ويُكره تعمُّد إفراد يوم الجمعة بصوم) لحديث أبي هريرة: "لا تصُومُوا يومَ الجمعَةِ إلا وقبلَهُ يومٌ وبعدَه يومٌ" متفق عليه (٢)، ولمسلم: "لا تخصُّوا ليلةَ الجمعةِ بقيام من بين الليالي، ولا يومَ الجمعَةِ بصيام من بين الأيَّامِ، إلا أن يكونَ في صوم يصُومُه أحدُكُم" (٣).

قال الداوُدي (٤): لم يبلغ مالكًا الحديث، ويُحملُ ما رُوي مِن


= يكن يصوم من السنة شهرًا تامًّا إلا شعبان يصله برمضان.
قال الترمذي: حديث أم سلمة حديث حسن، وقال في الشمائل: هذا إسناد صحيح، وهكذا قال: عن أبي سلمة، عن أم سلمة، وروى هذا الحديث غير واحد عن أبي سلمة عن عائشة - رضي الله عنها - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -, ويحتمل أن يكون أبو سلمة بن عبد الرحمن قد روى هذا الحديث عن عائشة وأم سلمة - رضي الله عنهما - جميعًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
وحديث عائشة - رضي الله عنها -: أخرجه البخاري في الصوم، باب ٥٢، حديث ١٩٧٠، ومسلم في الصيام، حديث ١١٥٦ (١٧٦) من أبي سلمة عن عائشة - رضي الله عنها - حدثته قالت: "لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - يصوم شهرًا أكثر من شعبان فإنه كان يصوم شعبان كله . . .". واللفظ للبخاري.
(١) انظر: تبيين العجب بما ورد في شهر رجب، لابن حجر ص/ ٢٣.
(٢) البخاري في الصيام، باب ٦٣، حديث ١٩٨٥، ومسلم في الصيام، حديث ١١٤٤ (١٤٧).
(٣) مسلم في الصيام، حديث ١١٤٤ (١٤٨).
(٤) انظر عارضة الأحوذي (٣/ ٢٨٨).