للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إمام (١) أو نائبه، وهو أمير الحج (٢)، فإن دفع قبله، كُرِه) لقول أحمد (٣): ما يعجبني أن يدفع إلا مع الإمام. (ولا شيء عليه) في الدفع قبل الإمام.

(يُسرعُ في الفَجْوة) لقول أسامة: "كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يَسيرُ العَنَقَ، فإذا وجَد فجوةً نصَّ" متفق عليه (٤). والعَنَق: انبساط السير. والنَّصُّ فوقه.

(ويلبِّي في الطريق) لقول الفضل بن عباس: "إنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يَزلْ يلبِّي حتَّى رمَى جَمْرَةَ العَقَبة". متفق عليه (٥). (ويذكُرُ الله تعالى) لأنه في زمن السعي إلى شعائره.

(فإذا وَصَلَها) أي: مزدلفة (صلى المغرب والعشاء جَمْعًا) إن كان ممن يُباح له الجَمْع (قبل حطِّ رَحْلِه بإقامة لكلِّ صلاة، بلا أذان) هذا اختيار الخرقي، قال ابن المنذر (٦): هو آخر قولي أحمد، لأنه رواية


= ١٦٧٢، ومسلم في الحج حديث ١٢٨٠، عن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - بنحوه.
(١) في "ح": "الإمام".
(٢) في "ذ": "الحاج".
(٣) مسائل المروذي كما في كتاب الحج من شرح العمدة لشيخ الإسلام (٣/ ٥١١)، وانظر: مسائل عبد الله (٢/ ٦٧٩) رقم ٩١٦.
(٤) البخاري في الحج، باب ٩٢، حديث ١٦٦٦، وفي الجهاد والسير، باب ١٣٦، حديث ٢٩٩٩، وفي المغازي، باب ٧٧، حديث ٤٤١٣، ومسلم في الحج، حديث ١٢٨٠، (٢٨٣).
والفجوة: المكان المتسع. والنصُّ: التحريكُ حتى يستخرج أقصى سير الناقة. انظر: النهاية (٥/ ٦٤)، وشرح النووي على مسلم (٩/ ٣٤).
(٥) البخاري في الحج، باب ٢٢، ٩٣، ١٠١، حديث ١٥٤٤، ١٦٧٠، ١٦٨٥، ١٦٨٧، ومسلم في الحج، حديث ١٢٨١.
(٦) لم نقف عليه في مظانه من كتب ابن المنذر المطبوعة، وذكره ابن قدامة في المغني (٥/ ٢٨٠).