للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وإن شَرَطا أن يبدأ كلُّ واحدٍ منهما من وجهين متواليين، جاز) لما تقدم.

(والسُّنة أن يكون لهما غرضان، يرميان أحدَهما، ثم يمضيان إليه فيأخذان السهام، ثم يرميان الآخر) لفعل الصحابة (١) رضي الله عنهم. وقد رُوي مرفوعًا: "ما بينَ الغرضين روضةٌ من رياضِ الجنة" (٢). وقال إبراهيم التيمي: رأيت حذيفة ينشد (٣) بين الهدفين يقول: أنا بها، في قميص (٤). وعن ابن عمر (٥) رضي الله عنهما مثل ذلك (وإن جعلوا غرضًا


(١) منهم: ابن عمر، وحذيفة بن اليمان رضي الله عنهم كما يأتي بعد في كلام المؤلف.
ومنهم: عقبة بن عامر رضي الله عنه، أخرج مسلم في الإمارة، حديث ١٩١٩، عن فقيم اللخيمي أن قال لعقبة بن عامر: تختلف بين هذين الغرضين، وأنت كبير يشق عليك … الحديث.
وأخرج الطبراني في فضل الرمي (ق ٧)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ٢٢٤) عن الأوزاعي، عن بلال بن سعد، قال: أدركتهم يشتدون بين الأغراض يضحك بعضهم إلى بعض، فإذا كان الليل كانوا رهبانًا.
(٢) أورده الديلمي في الفردوس (٢/ ٤٣) حديث ٢٢٤٥، عن أبي هريرة، وأورده ابن حجر في التلخيص الحبير (٤/ ١٦٤) بلفظ: ما بين الهدفين … وقال: لم أجده هكذا إلا عند صاحب مسند الفردوس من جهة ابن أبي الدنيا بإسناده عن مكحول، عن أبي هريرة رفعه، وإسناده ضعيف مع انقطاعه.
وقال ابن الملقن في البدر المنير (٩/ ٤٣٦): غريب.
(٣) كذا في الأصول، وفي مصادر التخريج: "يشتد".
(٤) أخرجه سعيد بن منصور (٢/ ١٨٤) رقم ٢٤٥٧، ٢٤٥٨، وابن أبي شيبة (١٢/ ٥٠١) عن إبراهيم التيمي عن أبيه.
(٥) أخرج سعيد بن منصور (٢/ ١٨٥) رقم ٢٤٥٩، ٢٤٦٠، وابن أبي شيبة (١٢/ ٥٠٢)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٢٠٨) رقم ١٣٠٧٨، عن مجاهد قال: رأيت ابن عمر يشتد بين الهدفين في قميص ويقول: أنا بها أنا بها. وجوَّد إسناده ابن الملقن في البدر المنير (٩/ ٤٤٠)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ٢٦٩): رواه الطبراني ورجاله =