للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يقهره بسلطان يخاف سوطه وسيفه" (١).

وعن ابن عمر أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "اجعلوا أئمتكم خياركم، فإنهم وفدكم بينكم وبينَ ربكم" (٢) لكن قال البيهقي عن هذا (٣): إسناده ضعيف. ولأن الفاسق لا يقبل خبره لمعنى في دينه، فأشبه الكافر. ولأنه لا يؤمن على شرائط الصلاة.

(ولو بمثله) فلا يصح أن يؤم فاسق فاسقًا؛ لأنه يمكنه رفع ما عليه من النقص بالتوبة (علم فسقه ابتداء أولا، فيعيد) المأموم (إذا علم) فسق إمامه. واختار الشيخان أن البطلان مختص بظاهر الفسق، دون خفيه. قال في "الوجيز": لا تصح خلف الفاسق المشهور فسقه، لكن ظاهر كلامه، وهو المذهب: مطلقًا. قاله في "المبدع".

(وتصح الجمعة، والعيد) خلف فاسق (بلا إعادة إن تعذرت خلف


(١) ابن ماجه في إقامة الصلاة، باب ٧٨، حديث ١٠٨١. ورواه - أيضًا - العقيلي (٢/ ٢٩٨)، وابن عدي (٤/ ١٤٩٨)، والبيهقي (٣/ ٩٠، ١٧١).
قال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٢٠٣ - ٢٠٤): هذا إسناد ضعيف. وقال البيهقي: وهذا الحديث في إسناده ضعف، ويروى من وجه آخر ضعيف عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - من قوله. وقال النووي في الخلاصة (٢/ ٦٩٦): رواه ابن ماجه بإسناد في ضعيفان، ورواه البيهقي وضعفه. وقال في المجموع (٤/ ١٣٥): رواه ابن ماجه والبيهقي، بإسناد ضعيف. وانظر تنقيح التحقيق (٢/ ١١٠٨، ١١٠٩)، والتلخيص الحبير (٢/ ٣٢، ٣٣).
(٢) رواه الدارقطني (٢/ ٨٧ - ٨٨)، والبيهقي (٣/ ٩٠). قال البيهقي: إسناد هذا الحديث ضعيف. وضعفه عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (١/ ٣٢٢، ٣٢٣)، وابن القطان في بيان الوهم والإيهام (٣/ ١٤٩). وانظر نصب الراية (٢/ ٢٦)، وكشف الخفاء (٢/ ١٤٠).
(٣) السنن الكبرى (٣/ ٩٠).