للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البئر (بسَدِّها ليعود ماء البئر الأول) لأن الظاهر أن انقطاعه بسببها.

(فإن) سَدَّ الثاني بئره و (لم يَعُد) ماء الأولى (كُلِّف صاحب البئر الأول حفر البئر التي سُدِّت لأجله من ماله) لأنه تسبب في سَدِّها بغير حق.

(ولو ادَّعى) إنسان (أن بئره فسدت من خلاء جاره، أو) من (بالوعته، وكانت البئر أقدم منها) أي: من الخلاء والبالوعة (طُرحَ في الخلاء أو البالوعة فقط، فإن لم يظهر طعمه ولا رائحته في البئر، عُلم أن فسادها بغيره) أي: غير الخلاء والبالوعة، فلا يكلَّف ربهما نقلهما.

(وإن ظهر فيها ذلك) أي: طعم النفط (كُلِّف صاحبُ الخلاء والبالوعة؛ نَقْل ذلك) أي: الخلاء والبالوعة؛ دفعًا لضرره (إن لم يمكن إصلاحها (١)) نحو بناء يمنع وصوله إلى البئر.

وإن كانت البئر بعدهما، لم يُكلَّف ربهما نقلهما مطلقًا؛ لأنه لم يحدثهما، وإنما ربُّ البئر أحدثها.

(ولو كان لرجل مصنع، فأراد جاره غرس شجرة مما تسري عروقه كشجرِ تِينٍ ونحوه) كَجُمَّيزٍ (٢) (فَيَشقُّ) عرقه (حائط مصنع جاره ويُتلفه، لم يملك) جاره (ذلك) لما فيه من ضرر جاره، فإن فعل، ضَمِن (وكان لجاره منعه) من غرسها (و) لجاره (قَلْعها إن غرسها) دفعًا لضررها.

(ولو أنَّ بابه في آخر دَرْبٍ غير نافذ، ملك نقله) أي: الباب (إلى


(١) في "ذ" ومتن الإقناع (٢/ ٣٧٩): "إصلاحه".
(٢) الجُمَّيز: الواحده جُمَّيزة، وهو التين الذكر، ويكون بالغور، ويوجد بكثرة في أرض الشام ومصر، وهو ألوان مختلفة، منه الأصفر وهو حلو، والأسود ويُدمي الفم.
انظر: تاج العروس (١٥/ ٧١) مادة (جمز).