للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وصيام يوم عاشوراء كفَّارة سَنَة) ماضية للخبر (١).

(وما رُويَ في فَضلِ الاكتحال والاختضاب والاغتسال والمصافحة والصلاة فيه) أي: يوم عاشوراء (فكَذِبٌ) وكذا ما يُروى في مَسحِ رأس اليتيم، وأكل الحبوب، أو الذبح، ونحو ذلك، فكلُّ ذلك كَذِبٌ على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (٢)، ومثل ذلك بدعة لا يُستحبُّ شيء


(١) روى مسلم في الصيام، حديث ١١٦٢, عن أبي قتادة - رضي الله عنه - في حديث طويل: "وصيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله". وفي لفظ: "وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال: يكفر السنة الماضية".
(٢) أخرج البيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٣٦٧) حديث ٣٧٩٧، وفي فضائل الأوقات ص/ ٤٥٥، حديث ٢٤٦, وابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٥٧٣) حديث ١١٤٣، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدًا".
قال البيهقي قبل الحديث: وأما الاكتحال فإنما روي في ذلك بإسناد ضعيف بمرَّة، وقال بعده: وجويبر ضعيف، والضحاك لم يلق ابن عباس.
وقال ابن الجوزي: قال الحاكم: أنا أبرأ إلى الله من عهدة جويبر. قال: والاكتحال يوم عاشوراء لم يرو عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيه أثر، وهو بدعة ابتدعها قتلة الحسين - عليه السلام -. وقال الحافظ في الدراية (١/ ٢٨٠): وهو إسنادٌ واه. وأورده الفُتَّني في تذكرة الموضوعات ص/ ١١٨ وقال: موضوع، كما قال ابن الجوزي.
وقال ابن القيم في المنار المنيف ص/ ١١٢ - ١١٣: وأما حديث الاكتحال والادهان والتطيب فمن وَضعِ الكذابين. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٦/ ٨٢ مع الفيض) ورمز لضعفه.
وأخرج ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٥٦٧) حديث ١١٤٠ حديثًا طويلًا وفيه: ". . . ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض مرضًا إلا مرض الموت، ومَن اكتحل يوم عاشوراء لم ترمد عيناه تلك السنة كلها، ومَن أمرَّ يده على رأس يتيم فكأنما أبرَّ يتامى ولد آدم كلَّهم . . .". =