للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كما تقدَّم.

(وإن أتى بشرط، أو استثناء، أو صفة عقب جملة؛ اختَصَّ بها، فإذا قال: أنتِ طالق، أنتِ طالق، فهاتان جملتان لا تتعلَّق إحداهما بالأخرى) لعدم الأداة التي تقتضي التشريك بينهما.

(فلو تعقَّب إحداهما بشرط) بأن قال: أنتِ طالق، أنتِ طالق إن قمتِ؛ لم يتناول الأخرى، فتقع الأولى في الحال، والثانية إذا وُجِدَ الشرط.

(أو) تعقَّب إحداهما (استثناء) كقوله: أنتِ طالق، أنتِ طالق إلا واحدة؛ لم يتناول الأخرى، فتقع الثِّنتان؛ لأنه استثناء الكل (١)، كما لو قال: أنتِ طالق طلقةً إلا طلقة.

(أو) تعقَّب إحداهما (بصفةٍ) كأن يقول: أنتِ طالق، أنتِ طالق قائمة (لم يتناول الأخرى) فتقع الأولى في الحال، والثانية إذا قامت.

(بخلاف معطوف مع معطوف عليه؛ فإنهما شيء واحد، ولو تعقَّبه بشرط) أو صفة (لعاد إلى الجميع) لأن حرف العطف يُصَيِّرُ الجُملتين كالواحدة، فإذا قال: أنتِ طالق، ثم طالق إنْ قدم زيدٌ؛ لم تطلق حتى يَقْدَمَ؛ فيقع طلقتان. ولو قال: أنت طالق، وطالق صائمة؛ طَلَقت بصيامها طلقتين.

(و) إن قال لمدخول بها: (أنتِ طالق فطالق، أو): أنت طالق (ثم طالق، أو): أنت طالق (بل طالق، أو): أنت (طالق طلقة، بل طلقتين (٢)) فثِنتان؛ لأن حروف العطف تقتضي المغايرة، و"بل" من


(١) في "ح" و"ذ": "للكل".
(٢) زاد في "ذ": "أو بل طلقة"، وفي متن الإقناع (٣/ ٤٨٨): "بل طلقة".