للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(وإن كان) ما ذكر من إنهاش الكلب أو السبع أو الحيَّة (لا يقتل غالبًا، كثعبان الحجاز، أو سبع صغير) أو كلب صغير (أو كَتَّفه وألقاه في أرضٍ غير مَسبعة) بفتح الميم أي: كثيرة السباع (فأكله سبع أو نهشته حية، فمات؛ فشبه عمد) فيضمنه بالدية على عاقلته، والكفَّارة في ماله؛ لأنه فَعَلَ فِعلًا تلف به، وهو لا يقتل مثله غالبًا.

(وكذلك إن ألقاه مشدودًا في موضع لم يُعهَدْ وصول زيادة الماء إليه، أو تحتمل زيادةَ الماءِ وعَدَمَها فيها (١)) فوصلت إليه الزيادة ومات (٢)؛ فشِبْه عمدٍ؛ لما سبق.

(وإن كان يعلم زيادةَ الماء في ذلك الوقت) وألقاه مشدودًا (فمات به؛ فهو عمدٌ) لأنه يقتل غالبًا.

القسم (الرابع: ألقاه في ماء يُغْرِقه، أو نار لا يمكنه التخلُّص منهما) أي: من الماء والنار (إما لكثرتهما، أو لعجزه عن التخلُّص؛ لمرضٍ أو ضَعْفٍ أو صِغَرٍ، أو كان مربوطًا، أو مَنَعَه الخروجَ كونُه في حُفرة لا يقدر على الصُّعود منها ونحو هذا، فماتَ) فعمدٌ؛ لأن الموت حصل بعد فعل يغلب على الظن إسنادُ القتل إليه، فوجب كونه عمدًا.

(أو حبسه في بيت وأوقد فيه نارًا وسدَّ المنافذ) التي للبيت (حتى اشتدَّ الدخان وضاق به النفس، أو دفنه حيًّا، أو ألقاه في بئر ذات نَفَس (٣)


(١) في "ذ" ومتن الإقناع (٤/ ٨٨): "فيه".
(٢) في "ذ": "ومات بها".
(٣) في هامش نسخة الشيخ حمود التويجري رحمه الله (٣/ ٣٣٥) ما نصه: "قوله: ذات نَفَس، أي: ذات رائحة لا يَحْيَا معها الإنسان إذا نزل إليها، وذلك أنَّ بعض الآبار من طول مكث الماء فيها ربما أحدث فيها زهومة كريهة فتُسمَّى حينئذٍ: ذات نفَس. ا هـ. من خط ابن العماد".