للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فإن ترك الاستفتاح) وفي نسخة "الافتتاح" (ولو عمدًا، حتَّى تعوذ) سقط (أو) ترك (التعوذ حتَّى بسمل) سقط (أو) ترك (البسملة حتَّى شرع في القرآن) وفي نسخة "القراءة" (سقط) لأنه سنة فات محلها.

ويسن كتابة البسملة أوائل الكتب، كما كتبها سليمان، والنَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في صلح الحديبية (١)، وإلى قيصر (٢) وغيره، نص عليه. فتذكر في ابتداء جميع الأفعال، وعند دخول المنزل، والخروج منه، للتبرك، وهي تطرد الشيطان، وإنما تستحب إذا ابتدأ فعلًا تبعًا لغيرها لا مستقلة، فلم تجعل كالحمدلة وغيرها. ونقل ابن الحكم: لا تكتب أمام الشعر، ولا معه. وذكر الشعبي (٣): أنَّهم كانوا يكرهونه. قال القاضي: لأنه يشوبه الكذب والهجر غالبًا.

وأما حديث أنس المتفق عليه: "كان النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، وأبو بكر، وعمر، يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين" (٤)، فمحمول على أن الَّذي يسمعه أنس منهم "الحمد لله رب العالمين"، وقد جاء ذلك مصرحًا به عن أنس (٥).


(١) رواه البخاري في الشروط، باب ١٥، حديث ٢٧٣١، ٢٧٣٢، عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما، ومروان بن الحكم رحمه الله تعالى.
(٢) انظر: صحيح البخاري في بدء الوحي، حديث ٧، ومسلم في الجهاد والسير، حديث ١٧٧٣، عن ابن عباس، عن أبي سفيان رضي الله عنهم.
(٣) رواه ابن أبي شيبة (٨/ ٧١٩)، رقم ٦١٣٣.
(٤) البخاري في الأذان، باب ٨٩ ، حديث ٧٤٣، ومسلم في الصلاة، حديث ٣٩٩ (٥٢).
(٥) روى ابن خزيمة (١/ ٢٥٠) حديث ٤٩٨ من طريق الحسن، عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يسر ببسم الله الرحمن الرحيم في الصلاة، وأبو بكر، وعمر.
وفي رواية له (١/ ٢٥٠)، وعبد بن حميد (٣/ ٩٧) حديث ١١٨٩، والدارقطني (١/ ٣١٥) أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم، ولا أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان. =