للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(منه) باطنًا كان المعدن، أو ظاهرًا؛ لحديث: "مَن سبقَ إلى ما لم يَسْبِق إليه مسلمٌ فهو له" (١) (ولا يُمنع) السابق (ما دام آخذًا) للحديث (ولو طال) مقامه (و) قال (في "المغني" و"الشرح": فإن أخذ قَدْر حاجته، وأراد الإقامة فيه بحيث يمنع غيره منه، مُنع من ذلك) لعدم دعاء الحاجة إليه.

(فإن سبق اثنان، فأكثر إليه) أي: إلى المعدن المباح (وضاق المكان عن أخذهم جملة، أُقرع، كطريق) أي: كما لو سبق اثنان، فأكثر إلى طريق واسع، وضاق عن جلوسهما، فَيُقرع بينهما، كما سبق.

(وإن حَفَره) أي: المعدن (إنسانٌ من جانب آخر) غير الذي حفر منه السابق (فوصل إلى النَّيْل لم يكن له) أي: السابق (منعه) لأن حَقَّه إنما تعلق بما وصل إليه دون غيره.

(ومن سبق إلى مباح؛ فأخذه؛ مثل ما ينبت في الجزائر والرَّقاق (٢)، وكل مَوات من الطَّرْفاء (٣)، والقصب، والشَّعراء (٤)، وثمرِ الجبل، وغير ذلك من النباتات، أو) سبق (إلى صيد، ولو سَمَكًا، أو) سبق إلى (عَنْبر، وحَطَب، وثمر) مباح (ولؤلؤ، ومرجان) ونحوه كمِسْك، وعسل نحل


(١) تقدم تخريجه (٤/ ٤٤٣) تعليق رقم (٣).
(٢) الرَّقاقُ: كسَحاب، الصَّحراء المُتَّسعة، الليِّنة التُّراب. وقيل: والأرض السهلة المنبسطة المستوية، اللينة التراب؛ تحتهُ صلابةٌ. تاج العروس (٢٥/ ٣٥٥) مادة (رقق).
(٣) الطَّرْفاءُ: نوع من الشجر، وهو من العضاه، وهدبه مثل هُدب الأثل، وليس له خشبٌ، وإنما يُخرجُ عِصيًّا سمحةً في السماء، وقد تتحمَّض به الإبلُ إذا لم تجِد حَمْضًا غيره. وهي أربعة أصناف، منها الأثل. تاج العروس (٢٤/ ٧٢) مادة (طرف).
(٤) الشَّعْراء: شجرةٌ من الحَمْضِ، ليس لها ورق، ولها هدب، تحرص عليها الإبل حرصًا شديدًا، تخرجُ عيدانًا شدادًا ولها خشبٌ حطب. تاج العروس (١٢/ ١٨٦) مادة (شعر).