للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصحيح المصلي قائمًا؛ لحديث أبي موسى: "إذا مرض العبدُ، أو سافر، كتب له ما كان يعملُ مقيمًا صحيحًا" (١) وذكر في "شرح مسلم" (٢) في المتخلف عن الجهاد لعذر: له شيء من الأجر، لا كله، مع قوله (٣): من لم يصل قائمًا لعجزه، ثوابه كثوابه قائمًا لا ينقص باتفاق أصحابنا. ففرق بين من يفعل العبادة على قصور، وبين من لم يفعل شيئًا. قال ابن حزم (٤): وحديث: "ذهب أهل الدثور بالأجور" (٥) يبين أن من فعل الخير، ليس كمن عجز عنه، وليس من حج كمن عجز عن الحج.

(فإن قدر) المريض (على القيام) في أثناء الصلاة، انتقل إليه، لقوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (٦) (أو) قدر على (القعود ونحوه مما عجز عنه من كل ركن أو واجب في أثناء الصلاة، انتقل إليه وأتمها) أي الصلاة؛ لأن المبيح العجز، وقد زال، وما صلاه قبل، كان العذر موجودًا فيه، وما بقي يجب أن يأتي بالواجب فيه (لكن إن كان) من قدر على القيام (لم يقرأ) الفاتحة (قام، فقرأ) بعد قيامه (وإن كان قد قرأ) قاعدًا حال العذر (قام، وركع بلا قراءة) لوقوعها موقعها، كما لو لم يطرأ صحة.

(ويبني) المريض (على إيماء) أي على ما صلاه بالإيماء، إذا قدر على الركوع أو السجود، لوقوعه صحيحًا، والحكم يدور مع علته (ويبني عاجز


(١) أخرجه البخاري في الجهاد، باب ١٣٤، ولفظه: "كتب له مثل ما كان".
(٢) شرح النووي (١٣/ ٤٥).
(٣) شرح النووي (٦/ ٢٥٨).
(٤) المحلى (٤/ ١٩٣).
(٥) أخرجه البخاري في الأذان، باب ١٥٥، حديث ٨٤٣، ومسلم في المساجد، حديث ٥٩٥، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٦) سورة البقرة، الآية: ٢٣٨.