للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عدل لا يأخذ (١) إلا بالذنب.

"فائدة": ينبغي للمريض أن يشتغل بنفسه، وما يعود عليه ثوابه، من قراءة، وذكر، وصلاة، واسترضاء خصم، وزوجة، وجار، وكل من بينه وبينه علقة، ويحافظ على الصلوات، واجتناب النجاسات، ويصبر على مشقة ذلك، ويتعاهد نفسه بتقليم أظفاره، وأخذ عانته، ونحو ذلك، ويعتمد على الله فيمن يحب، ويوصي للأرجح في نظره.

(ويُكره الأنين) لأنه يترجم عن الشكوى، ما لم يغلبه.

(و) يكره (تمني الموت لضرٍّ نزل به) وكذا إن لم ينزل به ضرٌّ. ويحمل قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يتمنينَّ أحدُكم الموت من ضر أصابه، فإن كان لابد فاعلًا، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني إذا كانت الوفاةُ خيرًا لي" متفق عليه (٢)، على الغالب من أحوال الناس (ولا يكره) تمني الموت (لضرر بدينه (٣)) لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وإذا أردتَ بعبادك فتنةً، فاقبضني إليكَ غيرَ مفتونٍ" (٤).


= رضي الله عنه ، بلفظ: أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي ما شاء.
وفي رواية لابن حبان (٢/ ٤٠٥) حديث ٦٤١، بلفظ: أنا عند ظن عبدي بي، إن ظن خيرًا، وإن ظن شرًا.
(١) في "ذ": "لا يؤاخذ".
(٢) البخاري في المرضى، باب ١٩، حديث ٥٦٧١، وفي الدعوات، باب ٣٠، حديث ٦٣٥١، ومسلم في الذكر والدعاء، حديث ٢٦٨٠، من حديث أنس رضي الله عنه .
(٣) في "ح" زيادة: "وخوف فتنة".
(٤) هو جزء من حديث طويل، أخرجه الترمذي في التفسير، باب ٣٩، حديث ٣٢٣٥، وفي العلل الكبير (ص/ ٣٥٦) حديث ٦٦١، وأحمد (٥/ ٢٤٣)، وابن خزيمة في التوحيد (١/ ٥٤٢) حديث ٣٢١، والطبراني في الكبير (٢/ ١٠٩) =