للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يرجو حصوله.

(ويُغلِّبُ الرَّجاء) لقوله تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} (١)، وفي "النصيحة" (٢): بغلب الخوف؛ لحمله على العمل. (ونصه (٣): يكون خوفه ورجاؤه واحدًا، فأيهما غلب صاحبَه هلك. قال الشيخ: هذا العدل) (٤) لأن من غلب عليه حال الخوف، أوقعه في نوع من اليأس والقنوط، إما في نفسه، وإما في أمور الناس، ومن غلب عليه حال الرجاء بلا خوف، أوقعه في نوع من الأمن بمكر (٥) الله، إما في نفسه، وإما في الناس. والرجاء -بحسب رحمة الله التي سبقت غضبه- يجب ترجيحه، كما قال تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي، فليظن بي خيرًا" (٦)، وأما الخوف فيكون بالنظر إلى تفريط العبد وتَعَدّيه؛ فإن الله


(١) سورة الأعراف، الآية: ١٥٦.
(٢) في "ح" و"ذ": "الصحة".
(٣) مسائل ابن هانئ (٢/ ١٧٨) رقم ١٩٧٢.
(٤) الاختيارات الفقهية ص/ ١٢٩.
(٥) في "ح" و"ذ": "لمكر".
(٦) أخرجه ابن أبي الدنيا في حسن الظن بالله حديث ٨٤ عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - "قال الله: أنا عند ظن عبدي بي فإن ظن بي خيرا فله الخير، فلا تظنوا بالله إلا خيرًا".
وروى البخاري في التوحيد، باب ١٥، ٣٥، حديث ٧٤٠٥، ٧٥٠٥، ومسلم في الذكر، حديث ٢٦٧٥، بلفظ: أنا عند ظن عبدي بي وقد تقدم (٤/ ٢٢). ورواه ابن حبان "الإحسان" (٢/ ٤٠٥) حديث ٦٣٩، وزاد: إن ظن خيرًا فله وإن ظن شرًا فله وقد تقدم (٤/ ٢٢).
وروى ابن المبارك في الزهد (٩٠٩) وأحمد (٣/ ٤٩١) والدارمي (٢/ ٣٠٥) وابن حبان "الإحسان" (٢/ ٤٠١، ٤٠٢)، حديث ٦٣٣، ٦٣٤، والدولابي في الكنى (٢/ ١٣٧، ١٣٨) والطبراني في الكبير (٢٢/ ٢١٠) عن واثلة بن الأسقع =