للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقوله: "حي على الصلاة" أي: أقبلوا إليها، وقيل: أسرعوا.

"والفلاح" الفوز، والبقاء؛ لأن المصلي يدخل الجنة إن شاء الله، فيبقى فيها ويخلد. وقيل: هو الرشد والخير، وطالبهما مفلح؛ لأنه يصير إلى الفلاح، ومعناه: هلموا إلى سبب ذلك. وختم بلا إله إلا الله، ليختم بالتوحيد، وباسم الله تعالى، كما ابتدأ به. وشرعت المرة، إشارة إلى وحدانية المعبود سبحانه.

(فإن رَجَّع في الأذان بأن يقول الشهادتين سرًا) بحيث يسمع من بقربه أو أهل المسجد, إن كان واقفًا، والمسجد متوسط الخط (بعد التكبير، ثم يجهر بهما) فالترجيع: اسم للمجموع من السر، والعلانية، سمي بذلك لأنه رجع إلى الرفع بعد أن تركه، أو إلى الشهادتين بعد ذكرهما (أو ثنى الإقامة، لم يكره) لأن ترجيع الأذان فعل أبي محذورة، وعليه عمل أهل مكة إلى اليوم.

وعن أبي محذورة أن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - "علمهُ الأذَانَ تسعَ عشرةَ كلمةً، والإقامة سبعَ عشرةَ كلمة" رواه أحمد، وأبو داود، وصححه الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان (١).

والحكمة أن يأتي بهما بتدبر وإخلاص، لكونهما المنجيتين من الكفر، المدخلتين في الإسلام.


(١) أحمد (٣/ ٤٠٩، ٦/ ٤٠١)، وأبو داود في الصلاة، باب ٢٨، حديث ٥٠٠، ٥٠٢، والترمذي في الصلاة، باب ٢٦, حديث ١٩٢، وابن خزيمة (١/ ١٩٥ - ١٩٦)، حديث ٣٧٧ - ٣٧٩، وابن حبان "الإحسان" (٤/ ٥٧٤)، حديث ١٦٨٠ - ١٦٨٢.
ورواه - أيضًا - النسائي في الأذان، باب ٤، حديث ٦٢٩، وفي الكبرى (١/ ٤٩٧) حديث ١٥٩٤، وابن ماجه في الأذان، باب ٢، حديث ٧٠٩، والطيالسي ص/ ١٩٣ حديث ١٣٥٤، وعبد الرزاق (١/ ٤٥٧ - ٤٥٨)، وابن أبي شيبة (١/ ٢٠٤، ٢٠٦)، والدارمي في الصلاة، باب ٧، حديث ١١٩٩، ١٢٠٠، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ٩٥) حديث ٧٩٢، وابن الجارود: =