للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأجاب الشارح بأن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إنما أمر أبا محذورة بذكر الشهادتين سرًا، ليحمل له الإخلاص بهما، فإنه في الإسرار أبلغ، وخص أبا محذورة بذلك؛ لأنه لم يكن مقرًا بهما حينئذ، فإن في الخبر (١) أنه كان مستهزئًا، يحكي أذَانَ مؤذن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فسمعه، فدعاه، فأمره بالأذان، وقصد نطقه بهما ليسلم بذلك، وهذا لا يوجد في غيره. بدليل أنه لم يأمر به بلالًا ولا غيره ممن هو ثابت الإسلام.

ويعضده أن خبر أبي محذورة متروك بالإجماع، لعدم عمل الشافعي به


= حديث ١٦٢، والدولابي في الكنى (١/ ٥٢)، والطحاوي (١/ ١٣٠، ١٣٥)، والطبراني في الكبير (٧/ ١٧١) حديث ٦٧٣٠، والدارقطني (١/ ٢٣٧، ٢٣٨)، والبيهقي (١/ ٤١٦، ٤١٧). وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وقال ابن خزيمة: فخبر ابن أبي محذورة ثابت صحيح من جهة النقل.
وأخرجه مسلم في الصلاة، حديث ٣٧٩ بنحوه، دون ذكر الإقامة.
(١) روى النسائي في الأذان، باب ٥، حديث ٦٣١، وفي الكبرى (١/ ٤٩٧) حديث ١٥٩٦، وابن ماجه في الأذان، باب ٢، حديث ٧٠٨، والشافعي "ترتيب مسنده" (١/ ٥٩)، وعبد الرزاق (١/ ٤٥٧) حديث ١٧٧٩، وأحمد (٣/ ٤٠٩)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٢/ ٩٣) حديث ٧٩١، وابن خزيمة (١/ ٢٠٠) حديث ٣٨٥، وابن حبان "الإحسان" (٤/ ٥٧٤) حديث ١٦٨٠، والطبراني في الكبير (٧/ ١٧٢) حديث ٦٧٣١، ٦٧٣٤، والدارقطني (١/ ٢٣٣)، والبيهقي (١/ ٣٩٣)، والبغوي في شرح السنة (٢/ ٢٥٩) حديث ٤٠٧ عن أبي محذورة - رضي الله عنه - قال: خرجت في نفر، فكنا ببعض طريق حنين مقفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من حنين، فلقينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض الطريق، فأذن مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فسمعنا صوت المؤذن ونحن عنه متنكبون، فظللنا نحكيه ونهزأ به، فسمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأرسل إلينا … الحديث.