للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باب كتاب القاضي إلى القاضي

والأصل في المكاتبة الإجماع (١)، وسنده قوله تعالى: {إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (٢٩) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ . . .} الآية (٢). وكتب النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى كسرى، وقيصر، والنجاشي، وملوك الأطراف، يدعوهم إلى الإسلام (٣)، وكان يكتب إلى عُمَّاله، وسُعَاته. والحاجة داعيةٌ إلى قَبوله، فإن مَن له حقٌّ في بلد غير بلده، لا يمكنه إثباته ولا مطالبته إلا بكتاب القاضي، وذلك يقتضي وجوب قَبوله.

(لا يُقبل) كتاب القاضي إلى القاضي (في حَدٍّ لله تعالى، كزنىً


(١) الإجماع لابن المنذر ص/ ١٣٢.
(٢) سورة النمل، الآية: ٢٩ - ٣٠.
(٣) أخرج البخاري في العلم، باب ٧، حديث ٦٤، وفي الجهاد والسير، باب ١٠١، حديث ٢٩٣٩، وفي المغازي باب ٨٢, حديث ٤٤٢٤، وفي أخبار الآحاد، باب ٤، حديث ٧٢٦٤، عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث بكتابه رجلًا، وأمره أن يدفعه إلى عظيم البحرين، فدفعه عظيم البحرين إلى كسرى، فلما قرأه مزقه.
وأخرج في بدء الوحي، باب ٦، حديث ٧، وفي الجهاد والسير، باب ١٠١، ١٢٢، حديث ٢٩٤١، ٢٩٧٨، وفي تفسير سورة آل عمران، باب ٤، حديث ٤٥٥٣, وفي الاستئنذان، باب ٢٤، حديث ٦٢٦٠، وفي التوحيد، باب ٥١، حديث ٧٥٤١، ومسلم في الجهاد والسير، حديث ١٧٧٣، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام.
وأخرج مسلم في الجهاد والسير، حديث ١٧٧٤، عن أنس رضي الله عنه: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كتب إلى كسرى، وإلى النجاشي، وإلى كل جبار، يدعوهم إلى الله، وليس النجاشي الذي صلى عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -.