للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل

(الشرط الخامس) لوجوب الحجِّ والعُمرة دون إجزائهما: (الاستطاعة) لقوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلًا} (١) فـ"من" بدل من "النَّاس" فتقديره: ولله على المستطيع؛ ولانتفاء تكليف ما لا يُطاق شرعًا وعقلًا.

(وهي) أي: الاستطاعة (أن يملك زادًا وراحلةً لذهابه وعَودِه، أو) يملك (ما يَقْدِرُ به على تحصيل ذلك) أي: الزاد والراحلة، من نَقْدٍ أو عَرْضٍ؛ لما روى ابن عمر قال: "جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: ما يُوجِبُ الحجَّ؟ قال: الزادُ والراحِلَةُ" رواه التِّرمذيُّ (٢)، وقال: العمل


(١) سورة آل عمران، الآية: ٩٧.
(٢) في الحج، باب ٤، حديث ٨١٣، وفي التفسير، باب ٣، حديث ٢٩٩٨. وأخرجه -أيضًا- ابن ماجه في المناسك، باب ٦، حديث ٢٨٩٦، والشافعي في الأم (٢/ ١١٦)، وابن أبي شيبة (٤/ ٩٠)، والفاكهي في أخبار مكة (١/ ٣٧٨) حديث ٧٩٧، والطبري في تفسيره (٤/ ١٦)، والعقيلي (٣/ ٣٣٢)، وابن عدي (١/ ٢٢٨)، والدارقطني (٢/ ٢١٧)، والبيهقي (٤/ ٣٢٧، ٣٣٠، ٥/ ٥٨، ٢٢٤) وفي شعب الإيمان (٣/ ٤٢٨) حديث ٣٩٧٤، والخطيب في الموضح (١/ ٣٧٩) من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن ابن عمر رضي الله عنهما .
قال الترمذي: هذا حديث حسن، والعمل عليه عند أهل العلم، أن الرجل إذا ملك زادًا وراحلة وجب عليه الحج، وإبراهيم هو ابن يزيد الخوزي المكي، وقد تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه. وقال في الموضع الثَّاني: هذا حديث لا نعرفه من حديث ابن عمر إلَّا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي ا. هـ . وحسَّن إسناده المنذري في الترغيب والترهيب (٢/ ١٣٥)، وضعَّفه العقيلي، وابن عبد البر في التمهيد (٩/ ١٢٥).
وقد توبع إبراهيم بن يزيد الخوزي على روايته، تابعه محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثي: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٧١٣) حديث ٣٨٦٠، وابن عدي (٦/ ٢٢٢٦)، وابن مردويه، كما في تفسير ابن كثير (١/ ٣٨٦)، وأعله ابن عدي، =