للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال في "الشرح": ويجوز السواك (١) في المسجد؛ لما روى عبد الرحمن بن أبي بكر قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل منكُم أحدٌ أطعَمَ "اليومَ مسكينًا؟. . ." وذكر الحديث. رواه أبو داود (٢).

(وإذا سَرَّحَ شَعرَه فيه وجَمَعَه) أي: الساقط مِن شعره (فلم يتركه) بالمسجد (فلا بأس بذلك، سواء قلنا بطهارة الشَّعر أو نجاسته) لإخلاء المسجد عنه (وأما إذا تَرَكَ شعره فيه، فهذا يُكره، وإن لم يكن نجسًا) بل على القول بالنجاسة يَحرُم كالدم (فإن المسجد يُصانُ عن القَذَاة التي تقع في العين) قلت: قياس ما تقدم (٣) في قتل القملة والبرغوث إذا دفنه في المسجد: لا كراهة، وكذا تقليم أظفاره.


(١) كذا في الأصول، والصواب: (السؤال) كما في الشرح الكبير (٣/ ١١٨).
(٢) في الزكاة، باب ٣٦، حديث ١٦٧٠. وأخرجه - أيضًا - ابن أبي عاصم في السنة (٢/ ٥٧٩) حديث ١٢٤٣، والبزار (٦/ ٢٣٢) حديث ٢٢٦٧، والحاكم (١/ ٤١٢)، والبيهقي (٤/ ١٩٩)، وابن بَشكُوال في غوامض الأسماء المبهمة (٢/ ٥٦٤)، عن بشر بن آدم، عن عبد الله بن بكر، عن مبارك بن فَضَالة، عن ثابت البُنَاني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينًا؟ فقال أبو بكر - رضي الله عنه -: دخلت المسجد فإذا أنا بسائل يسأل، فوجدت كسرة خبز في يد عبد الرحمن فأخذتها منه ودفعتها إليه".
قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ١٦٤): فيه مبارك بن فَضَالة، وهو ثقة، وفيه كلام.
وأخرج ابن بَشكُوال في غوامض الأسماء المبهمة (٢/ ٥٦٤) من طريق أسد بن موسى عن مبارك بن فَضَالة به مرسلًا.
قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يُروى عن عبد الرحمن بن أبي بكر إلا بهذا الإسناد، وإنما يرويه غير عبد الله بن أبي بكر عن مبارك عن ثابت عن عبد الرحمن بن أبي ليلى مرسلًا، ولم نسمعه متصلًا إلا من بشر بن آدم عن عبد الله بن بكر.
(٣) (٢/ ٤٢٦).