للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- صلى الله عليه وسلم - (تطويله) كصلاة الكسوف (فالأفضل اتباعه) لقوله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (١) (وما عداه) أي عدا ما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - تخفيفه وتطويله (فكثرة الركوع والسجود فيه أفضل من طول القيام) لقول النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" (٢).

وعن ثوبان قال: سمعت النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "عليك بكثرة السجود، فإنك لن تسجدَ لله سجدة إلا رفعك الله بها درجةً، وحط عنك بها خطيئة" (٣).

وعن ربيعة بن كعب السلمي أنه قال للنَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: "أسألك مرافقتك في الجنة، فقال: أعني على نفسك بكثرةِ السجودِ" رواه أحمد، ومسلم، وأبو داود (٤).

وعن عبادة بن الصامت أنه سمع النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما من عبد يسجدُ لله سجدةً إلا كتب الله له بها حسنةً، ورفع بها له درجةً، فاستكثروا من السجود" رواه ابن ماجه (٥).

ولأن السجود في نفسه أفضل وآكد، بدليل أنه يجب في الفرض والنفل، ولا يباح بحال إلا لله تعالى، والقيام يسقط في النفل، ويباح في غير الصلاة للوالدين، والعالم، وسيد القوم. والاستكثار مما هو آكد وأفضل أولى.


(١) سورة الأحزاب، الآية: ٢١.
(٢) أخرجه مسلم في الصلاة، حديث ٤٨٢، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٣) أخرجه مسلم في الصلاة، حديث ٤٨٨.
(٤) أحمد (٤/ ٥٩)، ومسلم في الصلاة، حديث ٤٨٩، وأبو داود في الصلاة, باب ٣١٢، حديث ١٣٢٠.
(٥) في الإقامة، باب ٢٠١، حديث ١٤٢٤. ورواه - أيضًا - أبو نعيم في الحلية (٥/ ١٣٠). قال البوصيري في مصباح الزجاجة (١/ ٢٥٢): هذا إسناد ضعيف لتدليس الوليد بن مسلم. وقال المنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٣٢٤): رواه ابن ماجه بإسناد صحيح.