مطلع الشمس في الشتاء، وبالعراق إلى بطن كتف المصلى اليسرى مارة إلى يمينه.
والشمال مقابلتها ومهبها من القطب إلى مغرب الشمس في الصيف.
والصبا: وتسمى القبول، ومهبها من يسرة المصلي بالشام؛ لأنه من مطلع الشمس صيفًا إلى مطلع العيوق، وبالعراق إلى خلف أذن المصلي اليسرى مارة إلى يمينه.
والدبور مقابلتها؛ لأنها تهب بالشام بين القبلة والمغرب، وبالعراق مستقبلة شطر وجه المصلي الأيمن.
وبين كل ريحين من الأربع المذكورات: ريح تسمى النكباء لتنكبها طريق الرياح المعروفة.
ولكل من هذه الرياح صفات وخواص تميز بعضها عن بعض عند ذوي الخبرة بها.
(ومنها) أي أدلة القبلة (الجبال الكبار، فكلها ممتدة عن يمنة المصلي إلى يسرته، وهذه دلالة قوية) تدرك بالحس (لكن تضعف من وجه آخر؛ وهو أن المصلي يشتبه عليه: هل يجعل الجبل الممتد خلفه أو قدامه؟ فتحصل الدلالة على وجهين، والاشتباه على جهتين. هذا إذا لم يعرف وجه الجبل) فإن عرفه استقبله (فإن وجوه الجبال إلى القبة، وهو) أي وجه الجبل (ما فيه مصعده، قاله في الخلاصة.
ومنها: ) أى الأدلة (الأنهار الكبار، غير المخدودة) أي المحفورة (كدجلة، والفرات، والنهروان) وهو جيحون (وغيرها) كالنيل (فإنها تجري عن يمنة المصلي إلى يسرته، إلا نهرًا بخراسان، وهو المقلوب، و) إلا (نهرًا بالشام، وهو العاصي، يجريان عن يسرة المصلي إلى يمنته).