للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أَولى؛ خوف الرياء على من لا يشاركه في تلك العبادة، بخلاف البراري وعرفات، والحَرَم ومكة.

(ولا) يُستحبُّ إظهارها (في طواف القدوم والسعي) بعده؛ خوف انشغال (١) الطائفين والساعين عن أذكارهم. وعُلم منه أنَّه لا بأس بهما فيهما سرًّا؛ لأنه زمن التلبية.

(ويُكره رَفْع الصوت بها حول البيت)، وإن لم يكن طائفًا (لئلَّا يشغل الطائفين عن طوافهم وأذكارهم) المشروعة لهم.

(ويُستحبُّ أن يلبّى عن أخرس ومريض وصغير ومجنون ومغمًى عليه) تكميلًا لنُسُكهم، وكالأفعال التي يعجزون عنها.

(ويُسنُّ الدُّعاء بعدها) أي: التَّلبية (فيسأل الله الجنة، ويعوذ به من النار) لما روى الدارقطني بإسناده عن خزيمة بن ثابت "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا فرغَ من تلبيته، سألَ الله مغفرتَهُ ورضوانَهُ، واستعاذَ برحمته من النار" (٢) (ويدعو بما أحب) لأنه مظنّة إجابة الدعاء.

(و) يُسنُّ عقبها (الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -) لأنه موضع يُشرع فيه ذِكْر الله تعالى، فشُرعت فيه الصلاة على رسوله - صلى الله عليه وسلم -، كالصلاة، أو فشُرع فيه ذِكْر رسوله، كالأذان (ولا يرفع بذلك) أي: بالدعاء والصلاة عليه


= (٢/ ٨٥٢) رقم ٢٣٦٢.
(١) في "ح": "إشغال"، وفي "ذ": "اشتغال".
(٢) سنن الدارقطني (٢/ ٢٣٨). وأخرجه -أيضًا- الشافعي في الأم (٢/ ١٥٧) وفي مسنده (ترتيبه ١/ ٣٠٧)، والطبراني في الكبير (٤/ ٨٥)؛ حديث ٣٧٢١، وابن عدي (٤/ ١٣٧٨) والبيهقي (٥/ ٤٦).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٢٢٤): وفيه صالح بن محمد بن زائدة، وثقه أحمد، وضعفه خلق. وقال الحافظ في التلخيص الحبير (٢/ ٢٤٠): فيه صالح بن محمد بن أبي زائدة أبو واقد الليثي، وهو مدني ضعيف.