للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(فإن دخلوا إلى الموضع الذي صالحهم عليه، لم يردَّ عليهم العِوض) لئلا يجمعوا بين العِوض والمعوّض. قال في "الشرح": ويحتمل أن يرد عليهم العِوض بكل حال؛ لأن ما استوفوه لا قيمة له، والعقد لم يوجب العِوض؛ لبطلانه.

(وإن دخلوا إلى بعضه) أي: بعض الموضع الذي صالحهم عليه (أخذ من العِوض بقدره) لما تقدم، وفيه ما سبق.

(ويُمنعون من الإقامة بالحجاز، وهو الحاجز بين تِهامة) بكسر التاء، وهي اسم لكل ما نزل عن نجد من بلاد الحجاز، ومكة من تِهامة، سُميت تِهامة من التَّهَمِ -بفتح التاء والهاء- وهي شدة الحر، وركود الريح، ذكره في "حاشيته" (ونجد) وهو ما ارتفع من الأرض وعبارة "المبدع": قيل: هو -يعني الحجاز- ما بين اليمامة والعروض، وبين اليمن ونجد (كالمدينة واليمامة وخيبر واليَنْبُع وَفَدَك) بفتح الفاء والدال المهملة، قرية بينها وبين المدينة يومان (وما والاها من قراها.

قال الشيخ (١): منه تبوك ونحوها، وما دون المنحنى؛ وهو عقبة الصَّوَّان من الشام، كمَعان) والأصل في ذلك ما روى أبو عبيدة بن الجرَّاح: أن آخِرَ ما تَكلَّمَ به النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "أخْرِجُوا اليهودَ من أرضِ الحجازِ" رواه أحمد (٢).


(١) مجموع الفتاوى (٢٨/ ٦٣١).
(٢) (١/ ١٩٥، ١٩٦). وأخرجه -أيضًا- البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٥٧)، والطيالسي ص / ٣١، حديث ٢٢٩ ، والحميدي (١/ ٤٦) حديث ٨٥، وأبو عبيد في الأموال ص / ١٢٩، حديث ٢٧٦، ومسدد وابن أبي عمر العدني، كما في إتحاف الخيرة (٥/ ١٩٥) حديث ٤٥١٩، وابن أبي شيبة (١٢/ ٣٤٤)، والدارمي في السير، باب ٥٥، حديث ٢٤٩٨، والفاكهي في أخبار مكة (٣/ ٣٨)، وابن أبي عاصم في =