للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بيدَيْكَ، والرغْبَاءُ إليكَ والعمَلُ". متفق عليه (١). وزاد عُمر: "لبَّيكَ ذَا النَّعماء والفضْلِ، لبَّيكَ لبيَّكَ مرغُوبًا ومرهوبًا إليكَ لبَّيكَ" رواه الأثرم (٢). ورُوي أن أنسًا كان يزيد: "لبَّيك (٣) حقًّا حقًّا، تعبُّدًا ورِقًّا" (٤).

(ولا يُستحبُّ؛ تكرارها في حالة واحدة) قاله أحمد (٥). قال في "المستوعب" وغيره: وقال له الأثرم: ما شيء تفعله العامة، يلبون دُبُرَ الصلاة ثلاثًا؟ فتبسم، وقال: لا أدري من أين جاؤوا به. قلت: أليس يجزئه مرة؟ قال: بلى؛ لأن المروي التلبية مطلقًا من غير تقييد، وذلك يحصُل بمرَّة (وقال الموفق والشارح: تكرارها ثلاثًا في دُبُرِ الصلاة حسن) فإن الله وتر يحب الوتر.


(١) البخاري في الحج، باب ٢٦، حديث ١٥٤٩، ومسلم في الحج، حديث ١١٨٤، وزيادة ابن عمر رضي الله عنهما عند مسلم فقط.
(٢) لعل الأثرم رواه في سننه ولم تطبع، وأخرجه -أيضًا- ابن أبي شيبة "الجزء المفرد" ص / ١٩٣.
(٣) في (ح): "لبيك لبيك".
(٤) أخرجه البزار "كشف الأستار" (٢/ ١٣)، رقم ١٠٩١، من طريق حماد بن زيد، عن هشام بن حسان، به، موقوفًا بلفظ: "لبيك حجًّا حقًّا … ". وأخرجه البزار "كشف الأستار" (٢/ ١٣)، حديث ١٠٩٠، والخطيب في تاريخه (١٤/ ٢١٥)، وابن عساكر في تاريخه (٣٨/ ٤٥، ٥١/ ٢٣٦) من طريق النضر بن شميل، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أخيه يحيى، عن أنس مرفوعًا. قال البزار: ولم يسنده حماد، وأسنده النضر بن شميل، ولم يحدث يحيى بن سيرين عن أنس إلا هذا. وقال الحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (٢/ ٢٤٠): ذكر الدارقطني في العلل الاختلاف فيه، وساقه بسنده مرفوعًا، ورجَّح وقفه. وانظر أطراف الغرائب والأفراد (٢/ ١٣).
(٥) المغني (٥/ ١٠٦)، وكتاب الحج من شرح العمدة لشيخ الإسلام (٢/ ٦٠٤)، والفروع (٣/ ٣٤٥).