للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ومتى حَكمَ) إمامٌ أو غيرُه (برقٍّ أو فداء، ثم أسلم) محكوم عليه (فحكمه بحاله لا ينقض) لوقوعه لازمًا.

(ولو اشتراه) أي: الأسير (أحد من أهل دار الحرب، ثم أطلقه، أو أخرجه إلى دار الإِسلام، فله) أي: المشتري (الرجوع عليه بما اشتراه) أي: ببدله، إن كان دفعه عنه (بنية الرجوع) على الأسير (إذا كان) الأسير (حرًّا، أذِنَ) الأسير في ذلك (أو لم يأذن) لما روى سعيد بإسناده عن الشعبي، قال: "أغار أهلُ ماهٍ (١) وأهلُ جلولاء (٢) على العرب، فأصابوا سبايا من سبايا العرب، فكتب السائبُ إلى عمرَ في سبايا المسلمين ورقيقهم ومتاعِهم، فكتب عمر: أيما رجلٍ أصابَ رقيقَهُ ومتاعَه بعينه، فهو أحقُّ به مِنْ غيرِه، وان أصابَه في أيدي التُّجارِ بعد ما انقسم، فلا سبيلَ إليه، وأيما حرٍّ اشتراهُ التُّجّارُ، فإنّهُ يردُّ إليهم رؤرس أموالِهمْ؛ فإنَّ الحرَّ لا يُباع ولا يُشْتَرى" (٣).

ولأن الأسير يجب عليه فداء نفسه؛ ليتخلَّص من حكم الكفار،


(١) ماه: كلمة فارسية، وتعني قصبة البلد، أي بلد كان، ومنه قولهم: ماه البصرة، وماه الكوفة، وماه فارس، والمراد بها هنا: ماه دينار، وهي مدينة نهاوند. انظر: معجم ما استعجم (٤/ ١١٧٦)، ومعجم البلدان (٥/ ٤٩).
(٢) جلولاء: مدينة تقع شمال شرفي بغداد على نهر ديالي، وتبعد عن بغداد حوالي (٧٠ كم). انظر: التاريخ الإِسلامي لمحمود شاكر (٣/ ١٧٩).
(٣) سنن سعيد بن منصور (٢/ ٣١١) رقم ٢٨٠٣، ولفظه: أعان أهل ماه أهل جلولاء على العرب، وأصابوا سبايا من سبايا العرب، ورقيقًا ومتاعًا، ثم إن السائب بن الأقرع عامل عمر بن الخطاب، غزاهم ففتح ماه، فكتب إلى عمر في سبايا المسلمين ورقيقهم، ومتاعهم قد اشتراه التجار من أهل ماه … فكتب عمر . . . إلخ.
وأخرجه البيهقي (٩/ ١١٢) مختصرًا، وقال: قال الشافعي في رواية أبي عبد الرحمن عنه، هذا عن عمر مرسل، إنما روي عن الشعبي عن عمر، وعن رجاء بن حيوة عن عمر، وكلاهما لم أدرك عمر - رضي الله عنه -, ولا قارب ذلك.