للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أم لا؟ فأما الطفل الذي لا تمييز له بوجه فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ ولو رد إليه عقله في القبر، فإنه لا يسأل عما لم يتمكن من معرفته والعلم به، فلا فائدة في هذا السؤال.

(قال ابن عبدوس: يُسأل الأطفال عن الإقرار الأول حين الذرية) يشير به إلى قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ (١) وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} (٢). قال بعضهم: وهو سؤال تكريم، وسؤال الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - إن ثبت - فهو سؤال تشريف وتعظيم، كما أن التكاليف في دار الدنيا البعض (٣) تكريم، والبعض امتحان ونكال. (والكبار يُسألون عن معتقدهم في الدنيا، و) عن (إقرارهم الأول) حين الذرية.

(ويسن وضعه في لحده على جنبه الأيمن) لأن هذه سنة النائم، وهو يشبهه (ووضع لبنة أو حجر أو شيء مرتفع) تحت رأسه (كما يضع الحي تحت رأسه) قال في "المنتهى" و"شرحه": ويوضع تحت رأسه لبنة، فإن لم توجد، فحجر، فإن عدم، فقليل من تراب. لا آجرة؛ لأنه مما مسته النار.

ويفضى بخده الأيمن إلى الأرض، بأن يزال الكفن عنه، ويلصق بالأرض؛ لأنه أبلغ في الاستكانة والتضرع، ولقول عمر: "إذا أنا


(١) كذا بالجمع وكسر التاء في الأصل وباقي النسخ، وهي قراءة الجميع؛ عدا الكوفيين وابن كثير فقرؤوا: (ذُرِّيَّتَهُمْ) بالإفراد، وفتح التاء. انظر الإقناع في القراءات السبع (٢/ ٦٥١)، وتفسير القرطبي (٧/ ٣١٧ - ٣١٨).
(٢) سورة الأعراف، الآية: ١٧٢.
(٣) في "ذ": "لبعض".