للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باب المُحرَّمات في النكاح

وهُنَّ ضربان:

ضرب (يَحْرُم على الأبد) وهُنَّ أقسام:

الأول: بالنسب، وهُنَّ سبع:

(الأم، والجدة من كل جهة) أي: سواء كانت من جهة الأب، أو الأم (وإن عَلَتْ) لقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ} (١). وأمهاتك: كل من انتسبتَ إليها بولادة، سواء وقع عليها اسم الأم حقيقة، وهي التي ولدتك، أو مجازًا، وهي التي وَلَدتْ مَنْ ولَدَك وإن عَلَتْ، وارثة كانت أو غير وارثة. ذكر أبو هريرة هاجر أم إسماعيل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تلك أمُّكُم يا بني ماءِ السماءِ" (٢)، وفي الدعاء المأثور: "اللهم صَلِّ على أبينا آدم وأُمِّنَا حَوَّاء" (٣).

(والبنت من حلالٍ) زوجة أو سُرِّيّة (أو) من (حرام) كزنىً (أو) من (شُبهةٍ، أو منفية بِلِعَان) لدخولهن في عموم لفظ: {وَبَنَاتُكُمْ} (١)؛ ولأن ابنته من الزنى خُلقت من مائه، فحرمت عليه، كتحريم الزانية على ولدها


(١) سورة النساء، الآية: ٢٣.
(٢) أخرجه البخاري في أحاديث الأنبياء، باب ٨، رقم ٣٣٥٨، وفي النكاح باب ١٢، رقم ٥٠٨٤، ومسلم في الفضائل، رقم ٢٣٧١، من قول أبي هريرة - رضي الله عنه -، ولم نقف على من رفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -. وفي معنى هذه النسبة "ماء السماء" أقوال انظرها في فتح الباري (٦/ ٣٩٤).
(٣) لم نقف على هذا الدعاء في الأدعية النبوية، وقد ذكر ابن مفلح في المقصد الأرشد (٢/ ٢٥٤) أن علي بن محمد بن بشار كان يقوله في دعائه.