للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا غَشِيتُكِ، لا أفضيتُ إليكِ، لا لمستُكِ، لا افترشتُكِ، لا اقتضضتُكِ -لمن لا يعرف معناه-، لا قَرِبْتُكِ، لا أصبتُكِ، لا أتيتُكِ، لا مَسِسْتُكِ) بكسر السين الأولى، وفتحها لغة. أي: لا وطئتُكِ (لا اغتسلتُ منكِ.

فلو قال: أردت غير الوطء؛ دُيِّن) لأن لفظه يحتمله (ولم يُقبَل في الحكم) لأنها تُستعمل في الوطء عُرفًا، وورد الكتاب والسنة ببعضها كقوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ} (١). {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} (٢). {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ} (٣).

وأما الوطء والجماع فهما أشهر الألفاظ في الاستعمال، والباقي قياسًا عليها.

فلو قال: أردت بالوطءِ الوطءَ بالقدمِ، وبالجماع اجتماعَ الأجسامِ، وبالإصابةِ الإصابةَ باليدِ، وبالمباضعة التقاءَ بَضعة من البدن بالبَضعة منه، وبالمباشرة مسَّ المباشر، وبالمباعلة الملاعبةَ والاستمتاع دون الفرج، وبالمقاربة قربَ بدنه منها، وبالمُمَاسّةِ مسَّ بدنها، وبالإتيانِ المجيءَ ، وبالاغتسالِ الاغتسال من الإنزال عن مباشرة من قُبلة أو جماع دون الفرج؛ لم يُقبل في الحكم؛ لأنه خلاف العُرف والظاهر. وفي الباطن: إن كان صادقًا فليس بمُؤلٍ.

(الثالث) من الألفاظ (ما لا يكون مُؤليًا فيها إلا بالنيَّة) وهي باقي الألفاظ (مما يحتمل الجماع) فيكون كناية (وهو ما عدا هذه الألفاظ،


(١) سورة البقرة، الآية: ٢٢٢.
(٢) سورة البقرة، الآية: ١٨٧.
(٣) سورة الأحزاب، الآية: ٤٩.