للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وروى أحمد بإسناد فيه مقال عن أبي هريرة مرفوعًا: "من استمع آية كتبت له حسنة مضاعفة، ومن تلاها كانت له نورًا يوم القيامة" (١) وقول ابن عمر: "إنما السجدة على من سمعها" (٢) يحمل على من سمعها قاصدًا.

(ولا) يسجد (المصلي لقراءة غير إمامه بحال) أي سواء كان التالي في صلاة أو لا؛ لأن المصلي غير المأموم مأمور باستماع قراءة نفسه، والاشتغال بصلاته، منهي عن استماع غيره، والمأموم مأمور باستماع قراءة إمامه، فلا تكون قراءة غير إمامه سببًا لاستحباب السجود في حقه.

(ولا) يسجد (مأموم لقراءة نفسه) لأنه اختلاف على الإمام، وهو منهي عنه. (ولا) يسجد (الإمام لقراءة غيره) لما تقدم (فإن فعل) عمدًا (بطلت) صلاته؛ لأنه زاد فيها سجودًا.

(وهي) أي سجدة التلاوة (وسجدة شكر: صلاة، فيعتبر لهما ما يعتبر لصلاة نافلة، من الطهارة وغيرها) كاجتناب النجاسة، واستقبال القبلة، وستر


(١) رواه أحمد (٢/ ٣٤١). ورواه - أيضًا - ابن مندة في الرد على من يقول (الم) حرف ص/ ٦٥ رقم ٢٤، وسعيد بن منصور (١/ ٥٢) حديث ٩، والبيهقي في شعب الإيمان (٢/ ٣٤١) حديث ١٩٨١، والبغوي في تفسيره (١/ ٣٤). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٧/ ١٦٢): رواه أحمد، وفيه عباد من ميسرة ضعفه أحمد وغيره، وضعفه ابن معين في رواية، ووثقه في أخرى، ووثقه ابن حبان.
في المطبوع من مجمع الزوائد "وضعفه في أخرى". وهو خطأ واضح. انظر تهذيب التهذيب (٥/ ١٠٧).
قلنا: وله علة أخرى وهي الانقطاع بين الحسن وأبي هريرة كما في المراسيل لابن أبي حاتم ص/ ٣٤ - ٣٥، وجامع التحصيل ص/ ١٩٦ - ١٩٧.
وفي الباب عن ابن عباس - رضي الله عنهما -. رواه عبد الرزاق (٣/ ٣٧٣) رقم ٦٠١٢، وأبو عبيد في فضائل القرآن ص/ ١٣، رقم ٢٧، والدارمي في فضائل القرآن، باب ١٠، حديث ٣٣٧٠، والفريابي في فضائل القرآن ص/ ١٧٠، رقم ٦٤.
(٢) رواه ابن أبي شيبة (٢/ ٥ - ٦)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٢٨٣) رقم ٢٨٧٧.