للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تأويل، كَفَر) لأن ذلك مجمع (١) على تحريمه، معلوم بالضرورة.

(وإن كان) استحلاله لذلك (بتأويل كالخوارج، لم يُحكم بكفرهم مع استحلالهم دماءَ المسلمين وأموالهم متقربين بذلك إلى الله تعالى، وتقدم) الكلام عليهم (في المحاربين) صوابه: في قتال أهل البغي (٢).

(والإسلام) لغة: الخضوع والانقياد.

وشرعًا: (شهادة أنْ لا إله إلا الله؛ وأنَّ محمدًا رسولُ الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحَجَّ البيت مع الاستطاعة، وصوم رمضان) لحديث جبريل حين سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الإسلام، وهو في "الصحيحين" (٣).

والإيمان: التصديق بما عُلم مجيء النبي - صلى الله عليه وسلم - به من عند الله، إجمالًا فيما علم إجمالًا، وتفصيلًا فيما علم تفصيلًا.

وقيل: التصديق بذلك والإقرار (٤).

وعلى الأول: الإقرار شرط لإجراء أحكام الدنيا. قال في "شرح المقاصد" (٥): ويُعتبر في الإقرار لإجراء أحكام الدنيا، أن يكون على وجه الإعلان والإظهار لأهل الإسلام، أي: عدلين منهم، بخلافه لإتمام


(١) انظر: مختصر الإيصال الملحق بالمحلى (١١/ ٩٧).
(٢) (١٤/ ٢٠٧ - ١١٠).
(٣) البخاري في الإيمان، باب ٣٥، حديث ٥٠، وفي تفسير سورة لقمان، باب ٢، حديث ٤٧٧٧، ومسلم في الإيمان، حديث ٩ - ١٠ عن أبي هريرة رضي الله عنه. وأخرجه مسلم -أيضًا- في الإيمان، حديث ٨، عن عمر رضي الله عنه .
(٤) الصحيح أن الإيمان بمعنى الإقرار والإذعان والإنقياد. أو: قول باللسان، وتصديق بالجنان، وعمل بالأركان، وهو مذهب أهل السُّنة والجماعة، والقول الأول الذي ذكره المؤلف هو قول الجهمية والأشاعرة. انظر: مجموع الفتاوى (٧/ ١٢٢) وما بعدها.
(٥) شرح المقاصد في علم الكلام للتفتازاني (٥/ ١٧٨ - ١٧٩).