للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: مدلول فقهاء: العلماء بالفقه، والمتفقهة: طلبة الفقه.

(وأهل الحديث: مَن عَرَفه، ولو حفظ أربعينَ حديثًا، لا من سمعه) من غير معرفة.

(والقُرَّاء الآن) أي: في عُرف هذا الزمان (حُفَّاظ القرآن، و) القُرَّاء (في الصدر الأول: هم الفقهاء.

وأعقلُ النَّاس: الزُّهَّاد) لأنهم أعرضوا عن الفاني للباقي (قال ابن الجوزي (١): وليس من الزُّهد تَرْكُ ما يُقيم النفسَ ويُصلح أمرها ويعينها على طريق الآخرة، فإنه زهد الجُهَّال، وإنما هو) أي: الزهد (تَرْك فضول العيش، و) هو (ما ليس بضرورة في بقاء النفس) أي: نفسه ونفس عياله (وعلى هذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه) ويؤيده قوله - صلى الله عليه وسلم -: "كفى بالمرءِ إثمًا أنْ يضيِّع من يعول" (٢).

(واليتيم: من لم يبلغ ولا أبَ له) من ذكر أو أنثى، ولا يدخل فيه ولد زِنىً (ولو جهلَ بقاء أبيه، فالأصلُ بقاؤُه في ظاهر كلامهم.

وإن وَقَف على أهل قريته، أو) على (قرابته، أو) على (إخْوته ونحوِهم) كأعمامه أو جيرانه (أو وصَّى لهم) بشيء (لم يدخل فيهم من يُخالف دِينَه) أي: دين الواقف، أو الموصي؛ لأن الظاهر من حال الواقف، أو الموصي أنه لم يرِد من يخالف دِينه، سواء كان كافرًا، أو مسلمًا (إلا بقرينة) تدلُّ على دخولهم، فيدخلون (كالصريح) أي: كما لو صَرَّح بدخولهم.

ومن القرينة ما ذكره بقوله: (وإن كانوا كلُّهم كفارًا) دخلوا؛ لأن


(١) انظر: صيد الخاطر ص/ ٥٥.
(٢) تقدم تخريجه (٥/ ١٨٣) تعليق رقم (٥).