للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورُوي أنهم يقولون: إن الفَلَكَ حيٌّ ناطق، وإن الكواكب السبعة آلهة (١). وحينئذٍ فهم كَعَبَدَةِ الأوثان.

(ومن عداهم) أي: عدا أهل الكتاب ومن وافقهم في التديُّن بالكتابين، ومن له شُبهة كتاب كالمجوس (فلا يُقبل منهم إلا الإسلام أو القتل) لحديث: (أُمِرْتُ أنْ أقاتِلَ النَّاسَ حتَّى يشهَدُوا أن لا إلهَ إلَّا الله" (٢)، خُصَّ منه أهلُ الكتاب ومن أُلحق بهم؛ لما تقدم، وبقي من عداهم على الأصل، فأما أهل صُحُف إبراهيم وشيث، وزبور داود، فلا تُقبل منهم الجِزية؛ لأنهم غير أولئك، ولأن هذه لم يكن فيها شرائع، إنما هي مواعظ وأمثال، كذلك وصف النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - صُحُف إبراهيم وزبور داود في حديث أبي ذر (٣).


= عن ابن عباس رضي الله عنهما .
(١) انظر: الملل والنحل للشهرستاني (٢/ ٩٧)، وأحكام أهل الذمة (١/ ٩٢، ٩٣).
(٢) تقدم تخريجه (٥/ ٨٠)، تعليق رقم (١).
(٣) أخرجه ابن حبان "الإحسان" (٢/ ٧٦)، حديث ٣٦١، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٦٦)، وابن عساكر في تاريخه (٢٣/ ٢٧٣ - ٢٧٤) من طريق إبراهيم بن هشام بن يحيى بن يحيى الغساني، عن أبيه، عن جده، عن أبي إدريس الخولاني، عن أبي ذر رضي الله عنه مرفوعًا في حديث طويل.
وإبراهيم بن هاشم هذا كذَّبه أبو حاتم، وأبو زرعة. انظر: الجرح والتعديل (٢/ ١٤٢)، وميزان الاعتدال (١/ ٧٣).
وأخرجه ابن عدي (٧/ ٢٦٩٩)، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٦٨)، والبيهقي (٩/ ٤)، وابن عساكر في تاريخه (٢٣/ ٢٧٧)، من طريق يحيى بن سعيد الكوفي السعدي، عن ابن جريج عن عطاء، عن عبيد بن عمير، عن أبي ذر رضي الله عنه -مرفوعًا- في حديث طويل.
قال ابن عدي: هذا حديث منكر من هذا الطريق … وهذا الحديث ليس له من الطرق إلا من رواية أبي إدريس الخولاني، والقاسم بن محمد، عن أبي ذر، والثالث حديث =