للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

(ويلزمهم) أي: المسلمين (الثبات، وإن ظنُّوا التَّلَف) لقوله تعالى: {إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفًا فَلَا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ} (١) ولأنه - صلى الله عليه وسلم - عدَّ الفِرار من الكبائر (٢).

(إلا مُتحرِّفين لقتال) لقوله تعالى: {وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ} (٣).

(ومعنى التحرُّف) لقتال (أن ينحازوا إلى موضع يكون القتال فيه أمكن، مثل أن ينحازوا من ضِيق إلى سعة، أو من مَعْطَشَة إلى ماء، أو من نزول إلى عُلُوٍّ، أو عن (٤) استقبال شمس أو ريح إلى استدبارهما، أو يفرُّوا بين أيديهم لينتقض صفهم، أو تنفرد خيلهم من رَجَّالتهم، أو ليجدوا فيهم فرصة، أو يستندوا إلى جبل، ونحو ذلك) مما جرت به عادة أهل الحرب، قال عمر: "يا ساريةُ، الجَبَلَ" (٥)، فانحازوا إليه،


(١) سورة الأنفال، الآية: ١٥.
(٢) أخرج البخاري في الوصايا، باب ٢٣، حديث ٢٧٦٦، وفي الحدود، باب ٤٤، حديث ٦٨٥٧، ومسلم في الإيمان، حديث ٨٩، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اجتنبوا السبع الموبقات. قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم, والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات".
(٣) سورة الأنفال، الآية: ١٦.
(٤) في "ح": "من".
(٥) أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في زوائده على فضائل الصحابة (١/ ٢٦٩) رقم ٣٥٥، واللالكائي في شرح أصول الاعتقاد (٧/ ١٤٠٩) رقم ٢٥٣٧، وفي كرامات الأولياء ص/ ١٢٠، رقم ٦٧، وأبو نعيم في دلائل النبوة (٢/ ٧٤٠) رقم ٥٢٦، والبيهقي في الاعتقاد ص/ ٢٠٣، وابن عساكر في تاريخه (٢٠/ ٢٤، ٢٥، ٢٦) والدير عاقولي في فوائده، وابن الأعرابي في كرامات الأولياء، كما في الإصابة (٤/ ٩٧)، أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعث جيشًا … فبينا عمر يخطب، قال: فجعل يصيح وهو =