للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الصبح (١)؛ لأن طلوع الفجر والشمس إنما يدرك بالعين، وهي نائمة، أو يقال: كان له نومان: أحدهما تنام عينه وقلبه (٢)، والثاني عينه دون قلبه، وكان نوم الوادي من النوع الأول (فلا (٣) نقض بنومه ولو مضطجعًا) لخبر الصحيحين (أنه - صلى الله عليه وسلم - اضطجع ونام حتى نَفَخَ، ثم قام فصلى، ولم يتوضأ" (٤).

(ويرى من خلفه كما يرى أمامه رؤية بالعين حقيقة، نصًّا (٥)) كما ثبت في الصحيحين (٦). والأخبار الواردة فيه مقيدة بحال الصلاة، فهي مقيدة لقوله: "لا أعلم ما وراءَ جداري هذا" (٧)؛ قاله الحافظ ابن حجر.

(والدفن في البنيان مختصٌّ به؛ لئلا يُتَّخذ قبره مسجدًا) ولما روي


(١) تقدم تخريجه (٢/ ١١٢) تعليق رقم (٢)، و (٣/ ١٣٤) تعليق رقم (٣).
(٢) "وفيه نظر لقوله: "ولا ينام قلبي" والفعل كالنكرة فتعم في سياق النفي" ا. هـ. ش.
(٣) في "ذ": "ولا".
(٤) البخاري في الوضوء، باب ٥، حديث ١٣٨، وفي الأذان باب ٥٨، ١٦١، حديث ٦٩٨، ٨٥٩، وفي الدعوات، باب ١٠، حديث ٦٣١٦، ومسلم في صلاة المسافرين، حديث ٧٦٣، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٥) مسائل ابن هانئ (٢/ ١٩٣) رقم ٢٠٤٤، وانظر: الإنصاف مع المقنع والشرح الكبير (٢٠/ ٩١).
(٦) أخرج البخاري في الأذان، باب ٧١، ٧٢، ٧٦، حديث ٧١٨، ٧١٩، ٧٢٥، ومسلم في الصلاة، حديث ٤٣٤، عن أنس رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "أقيموا الصفوف، فإني أراكم خلف ظهري".
(٧) لم نقف على من رواه مسندًا، وقد ذكره ابن حجر في التلخيص الحبير (٣/ ١٤٢) في معرض الجيمع بينه وبين الحديث السابق. وذكره المناوي في فيض القدير (١/ ١٤٦) وقال: قال ابن حجر: وأما ما اشتهر من خبر: "ولا أعلم ما وراء جداري" فلا أصل له، وبفرض وروده؛ فالمراد به أنه لا يعلم الغيب إلَّا بإطلاعه تعالى. وانظر: المقاصد الحسنة ص/ ٥٧١، حديث ٩٣٤، وكشف الخفاء (٢/ ٢٣٢).