للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأصحاب (المرجح النزول) فيكون المرجح تلقينه (وصححه الشيخ (١)) واحتج بما رواه مالك وغيره عن أبي هريرة (٢)، وروي مرفوعًا: "أنه صلى على طفلٍ لم يعمل خطيئةً قط، فقال: اللهمَّ قهِ عذابَ القبرِ وفتنةَ القبرِ" (٣). قال في "الفروع": ولا حجة فيه، للجزم بنفي التعذيب، فقد يكون أبو هريرة يرى الوقف فيهم. انتهى.

وكذلك أجاب ابن القيم في كتاب "الروح" (٤) بأنه ليس المراد بعذاب القبر فيه عقوبة الطفل قطعًا؛ لأن الله لا يعذب أحدًا بلا ذنب عمله، بل المراد الألم الذي يحصل للميت بسبب غيره، وإن لم يكن عقوبة على عمل عمله.

وقال (٥) الآخرون - أي: القائلون بأنه لا يُسأل -: السؤال إنما يكون لمن يعقل الرسول والمرسل، فيسأل هل آمن بالرسول وأطاعه


= في علم الفرائض. توفى سنة (٥٥٦ هـ - رحمه الله -) سير أعلام النبلاء ٢٠/ ٣٩٦.
(١) انظر الاختيارات الفقهية ص/ ١٣٤.
(٢) مالك في الموطأ (١/ ٢٢٨)، وعبد الرزاق (٣/ ٥٣٣) رقم ٦١١٠، وابن أبي شيبة (٣/ ٣١٧)، وهناد في الزهد (١/ ٢١٣) رقم ٣٥١، وعبد الله بن أحمد في السنة (٢/ ٥٩٦) رقم ١٤١٩، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٤٠٦) رقم ٣٠٩٦، والطحاوي (١/ ٥٠٩)، والبيهقي (٤/ ٩)، والخطيب في تاريخه (١١/ ٣٧٤) من طريق سعيد بن المسيب، قال: صليت وراء أبي هريرة على صبي لم يعمل خطيئة قط، فسمعتُه يقول: اللهم أعذه من عذاب القبر.
(٣) رواه الخطيب في تاريخه (١١/ ٣٧٤) وقال: تفرد برواية هذا الحديث هكذا مرفوعًا علي بن الحسن، عن أسود بن عامر، عن شعبة، وخالفه غيره فرواه عن أسود موقوفًا. قال الدارقطني: وهو الصواب. انظر العلل للدارقطني (٩/ ٢٠٥ - ٢٠٦).
(٤) ص/ ٨٨.
(٥) في "ح": "قال: وقال".