للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال أحمد وغيره (١)، في قوله - صلى الله عليه وسلم -: "أعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق" (٢): الاستعاذة لا تكون بمخلوق. قال إبراهيم الحربي (٣): الدعاء عند قبر مَعْروف الترياق المُجَرّب (٤).

وقال شيخنا (٥): قصده للدعاء عنده رجاء الإجابة بدعة، لا قربة باتفاق الأئمة، ذكره في "الفروع".


= يفعلونه في الاستسقاء ونحوه لا في حياته، ولا بعد مماته، لا عند قبره ولا غير قبره، ولا يعرف هذا في شيء من الأدعية المشهورة بينهم، وإنما ينقل شيء من ذلك في أحاديث ضعيفة مرفوعة وموقوفة، أو عن من ليس قوله حجة.
انظر - أيضًا - ما ذكره في التوسل والوسيلة ص/ ١٨٤، ٢٧٥.
(١) قوله: "وغيره" ليس في "ح".
(٢) رواه مسلم في الذكر والدعاء، حديث ٢٧٠٨، ٢٧٠٩ عن خولة بنت حكيم وأبي هريرة - رضي الله عنهما -.
(٣) مناقب معروف الكرخي لابن الجوزي ص/ ١٩٩، طبقات الحنابلة (١/ ٣٨٢).
(٤) الدعاء عند القبور محرم لأن الدعاء عبادة، والعبادة مبنية على التوقيف والاتباع، لا على الهوى والابتداع. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في التوسل والوسيلة ص/ ١٨٤: وليس مجرد كون الدعاء حصل به المقصود ما يدل على أنه سائغ في الشريعة؛ فإن كثيرًا من الناس يدعون من دون الله من الكواكب، والمخلوقين، ويحصل ما يحصل من غرضه. وبعض الناس يقصد الدعاء عند الأوثان والكنائس وغير ذلك، ويدعو التماثيل التي في الكنائس، ويحصل ما يحمل من غرضه. وبعض الناس يدعو بأدعية محرمة باتفاق المسلمين، ويحصل ما يحصل من غرضه، فحصول الغرض ببعض الأمور لا يستلزم إباحته.
وقال - أيضًا - رحمه الله - في الفتاوى الكبرى (٤/ ٤٤٢): قصد القبر للدعاء عنده رجاء الإجابة بدعة لا قربة باتفاق الأئمة. وانظر اقتضاء الصراط المستقيم (٢/ ٣٠٤).
(٥) يعني به شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى. انظر الاختيارات ص/ ١٢٧.