للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وعن ابن مسعود: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقف على القبرِ بعدما يسوى عليهِ، فيقول: اللهم نزل بكَ صاحبنا وخلَّف الدنيا خلفَ ظهرهِ، اللهم ثبتْ عند المسألةِ منطقه، ولا تبتلِه في قبرهِ بما لا طاقة له به" رواه سعيد في "سننه" (١). والأخبار بنحو ذلك كثيرة (٢).

وقال أكثر المفسرين في قوله تعالى في المنافقين: {وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ} (٣) معناه: بالدعاء له والاستغفار، بعد الفراغ من دفنه. فيدل على أن ذلك كان عادة النبي - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين.

ونقل محمد بن حبيب النجار (٤) قال: "كنت مع أحمد بن حنبل


= فضائل الصحابة (١/ ٤٧٥) حديث ٧٧٣، والبزار (٢/ ٩١) حديث ٤٤٥، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٤٥٨) حديث ٣٢١٠، وابن السني في عمل اليوم والليلة حديث ٥٨٥، والحاكم (١/ ٣٧٠)، والبيهقي (٤/ ٥٦)، والضياء في المختارة (١/ ٥٢٢) حديث ٣٨٨، والرافعي في التدوين (١/ ٢٠٥).
وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وقال النووي في الخلاصة (٢/ ١٠٢٨): رواه أبو داود بإسناد حسن. وقال في المجموع (٥/ ٢٤٢): رواه أبو داود والبيهقي بإسناد جيد. وذكره السيوطي في الجامع الصغير (٥/ ١٥١ مع الفيض) ورمز لحسنه، وقال البغوي في شرح السنة (٥/ ٤١٨): هذا حديث غريب.
(١) لم نجده في المطبوع من سنن سعيد بن منصور، ورواه سحنون في المدونة (١/ ١٧٦)، عن إبراهيم، قال: وقيل له (ابن مسعود) أكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقف على القبر إذا فرغ منه؟ قال: نعم، كان إذا فرغ منه وقف عليه، ثم قال: اللهم نزل بك صاحبنا … الحديث.
وفي سنده إسماعيل بن رافع المدني قال الحافظ في التقريب (٤٤٦): ضعيف الحفظ. وفيه أيضًا رجل لم يسم. وانقطاع بين إبراهيم، وبين ابن مسعود - رضي الله عنه - فإنه لم يسمع منه. انظر المراسيل لابن أبي حاتم ص/ ٨.
(٢) انظر السنن الكبرى للبيهقي (٤/ ٥٦).
(٣) سورة التوبة، الآية: ٨٤.
(٤) كذا في الأصول، وصوابه البزار، وهو أبو عبد الله محمد بن حبيب البزّار، =