للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يُتَبَرَّك بفضلته (١)، أو كان ثمَّ حاجة) إلى إبقاء شيء منه.

(وفي "شرح مسلم" (٢): يُستحب لصاحب الطعام وأهل الطعام الأكل بعد فراغ الضيفان؛ لحديث أبي طلحة الأنصاري في "الصحيح" وفيه: "أنّهُ لم يكن له مالٌ، فذهب بالضَّيف، وقال لامرأته: هذا ضيفُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قالت: والله ما عندنا إلا قُوتُ الصِّبية، فقال: نَوِّمي صبيانك، وأطفئي السِّراج، وقدِّمي ما عندك للضَّيف، ونُوهمُهُ أنَّا نأكل، ففعلا ذلك، ونزل في ذلك قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ} (٣) (٤).

(والأَولى: النَّظر في قرائن الحال) فإن دلّت قرينة على إبقاء شيء أبقاه، وإلا؛ مسح الإناء؛ لأنها تستغفر لِلاعقها (٥).


(١) الصحيح أن هذا خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه لا يتبرك بفضلة أحد غيره. انظر ما تقدم (٥/ ٤٢٢). تعليق رقم (٤).
(٢) (١٤/ ٩).
(٣) سورة الحشر، الآية: ٩.
(٤) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار، باب ١٠، حديث ٣٧٩٨، وفي تفسير سورة الحشر، باب ٦، حديث ٤٨٨٩، ومسلم في الأشربة، حديث ٢٠٥٤، عن أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٥) أخرج البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ١٢٧)، والترمذي في الأطعمة، باب ١١، حديث ١٨٠٤، وابن ماجه في الأطعمة، باب ١٠، حديث ٣٢٧١ - ٣٢٧٢، ونعيم بن حماد في الفتن (٢/ ٧١٢) حديث ٢٠٠١، وابن سعد (٧/ ٥٠ - ٥١)، وأحمد (٥/ ٧٦)، والدارمي في الأطعمة، باب ٧، حديث ٢٠٣٣، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (٥/ ٧٦)، وبحشل في تاريخ واسط ص/ ٤٧، والدولابي في الكنى والأسماء (٢/ ١٦٨)، وابن قانع في معجم الصحابة (١/ ٣٢٣، ٣٣٧)، والبيهقي في شعب الإيمان (٥/ ٨٢) حديث ٥٨٦٠، والبغوي في شرح السنة (١١/ ٣١٦)، عن نبيشة الخير أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من أكل في قصعة ثم لحسها، استغفرت له =