للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

به" (١) وإنما أضاف الله تعالى إليه الصوم لأنه لم يعبد به غيره في جميع الملل، بخلاف غيره، وإضافة عبادة إلى غير الله قبل الإسلام، لا يوجب عدم أفضليتها في الإسلام، فإن الصلاة في الصفا والمروة أعظم منها في مسجد من مساجد قرى الشام إجماعًا، وإن كان ذلك المسجد ما عبد فيه غير الله قط، وقد أضافه الله إليه بقوله {وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ} (٢) فكذا الصلاة مع الصوم.

وقيل: أضاف الصوم إليه لأنه لا يطلع عليه غيره، وهذا لا يوجب أفضليته، وسأله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ: "أي العملِ أفضل؟ قال: عليك بالصوم، فإنه لا مثل له" إسناده حسن. رواه أحمد، والنسائي (٣) من حديث أبي أمامة، فإن صح فما سبق أصح؛ ثم يحمل على غير الصلاة، أو بحسب السائل، قاله في "الفروع"، وكذلك اختار الشيخ تقي الدين أن كل واحد بحسبه، وقال في الرد


(١) أخرجه البخاري في الصوم، باب ٩، حديث ١٩٠٤، ومسلم في الصيام، حديث ١١٥١ (١٦٣)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٢) سورة الجن، الآية: ١٨.
(٣) أحمد (٥/ ٢٤٨ - ٢٤٩، ٢٥٥، ٢٥٨، ٢٦٤)، والنسائي في الصيام، باب ٤٣، حديث ٢٢١٩ - ٢٢٢٠، ٢٢٢٢. ورواه - أيضًا - عبد الرزاق (٤/ ٣٠٨ - ٣٠٩) رقم ٧٨٩٩، وابن أبي شيبة (٣/ ٥)، وابن خزيمة (٣/ ١٩٤) رقم ١٨٩٣، وابن حبان "الإحسان" (٨/ ٢١١ - ٢١٣) رقم ٣٤٢٥ و٣٤٢٦، والطبراني في الكبير (٨/ ١٠٧ - ١٠٩) رقم ٧٤٦٣ - ٧٤٦٤، والحاكم (١/ ٤٢١)، وأبو نعيم في الحلية (٥/ ١٧٥) و(٦/ ٢٧٧) و(٧/ ١٦٥)، والبيهقي (٤/ ٣٠١), وفي دلائل النبوة (٦/ ٢٣٤).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. وصحح إسناده الحافظ في الفتح (٤/ ١٠٤)، والسيوطي في الجامع الصغير مع الفيض (٤/ ٣٣٠).