للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد (١). وقال غيره: عائشة أوصت أن يصلي عليها أبو هريرة (٢)، وابن مسعود أوصى أن يصلي عليه الزبير (٣). ولأنها ولاية تستفاد بالنسب، فصح الإيصاء بها، كالمال وتفرقته، فإن كان الوصي فاسقًا، لم تصح الوصية إليه.

ثم (بعد الوصي السلطان) لعموم قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يَؤُمَّنَّ الرجلَ في سلطانه - الحديث"، رواه مسلم وغيره (٤)، ولأن النبي - صلى الله عليه وسلم - وخلفاءه من بعده كانوا يصلون على الموتى، ولم ينقل عن أحد منهم أنه استأذن العصبة. وعن أبي حازم قال: "شهدت حُسينًا حينَ ماتَ الحسنُ، وهو يدفعُ في قفا سعيد بن العاص أمير المدينة، وهو يقول: لولا السنةُ ما قدمتكَ" (٥) وهذا يقتضي أنها سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولأنها


(١) انظر مسائل صالح (٣/ ١٣٧) رقم ١٥١١، ومسائل أبي داود ص/١٥٤، والانتصار في المسائل الكبار (٢/ ٦٤٨).
(٢) لم نجد من أخرجه وروى عبد الرزاق (٣/ ٤٧١) رقم ٦٣٦٦ عن نافع قال: صلَّيتُ على عائشة، والإمام يومئذ أبو هريرة.
(٣) أخرجه البيهقي (٤/ ٢٩)، وأورده الحافظ المزي فى تهذيب الكمال (١٦/ ١٢٧)، والذهبي في سير أعلام النبلاء (١/ ٤٩٩).
(٤) تقدم تخريجه (٣/ ١٨٧) تعليق رقم (١).
(٥) أخرجه عبد الرزاق (٣/ ٤٧١) رقم ٦٣٦٩، والبزار (٤/ ١٨٧) حديث ١٣٤٥، والدولابي في الذرية الطاهرة ص/٧٢ رقم ١١٣، ١١٤. وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٣٩٩) رقم ٣٠٨٠، والطبراني فى الكبير (٣/ ١٣٦) حديث ٢٩١٢، والحاكم (٣/ ١٧١)، والبيهقي (٤/ ٢٩)، وفي معرفة السنن والآثار (٥/ ٢٨٣ - ٢٨٤) رقم ٧٥٤٨.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (٣/ ٣١)، وقال: رواه الطبرانى في الكبير والبزار، ورجاله موثقون.