للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال أبو الخطاب: هذا الحديث رواه أبو بكر عبد العزيز في "الشافي". وقال في "الفروع": رواه أبو بكر في "الشافي"،


= أستأنس بكم، وأعلم ماذا أراجع رسل ربي، وقد تقدم ص/ ١٩٦، حديث: واسألوا له التثبيت فإنه الآن يسأل.
وتعقبه الألباني - رحمه الله - في الإرواء (٣/ ٢٠٤ - ٢٠٥) بقوله: "قلت: وفي كلام الحافظ هذا ملاحظات:
أولًا: كيف يكون إسناده صالحًا، وفيه ذلك الأزدي أو الأودي، ولم يوثقه أحد، بل بيض له ابن أبي حاتم كما ذكر الحافظ نفسه، ومعنى ذلك أنه مجهول لديه لم يقف على حاله؟!
ثانيًا: أنه يوهم أن ليس في غير ذلك الأزدي، وكلام شيخه الهيثمي صريح بأن فيه جماعة لا يعرفون، وقد وقفت على إسناده عند الضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعاته بمرو" (ق ٥/ ٢) رواه من طريق علي بن حجر ثنا حماد بن عمرو عن عبد الله بن محمد القرشي عن يحيى بن أبي كثير عن سعد الأودي قال: "شهدت أبا أمامة الباهلي. . ." ورواه ابن عساكر (٨/ ١٥١/ ٢) من طريق إسماعيل بن عياش نا عبد الله بن محمد به.
قلت: وعبد الله هذا لم أعرفه، والظاهر أنه أحد الجماعة الذين لم يعرفهم الهيثمي.
ثالثًا: أن قوله: "له شواهد" فيه تسامح كثير! فإن كل ما ذكره من ذلك لا يصلح شاهدًا؛ لأنها كلها ليس فيها من معنى التلقين شيء إطلاقًا، إذ كلها تدور حول الدعاء للميت! ولذلك لم أسقها في جملة كلامه الذي ذكرته، اللهم إلا ما رواه سعيد بن منصور، فإنه صريح في التلقين، ولكنه مع ذلك فهو شاهد قاصر، إذ الحديث أشمل منه وأكثر مادة إذ مما فيه "أن منكرًا ونكيرًا يقولان: ما نقعد عند من لقن حجته؟ " فأين هذا في الشاهد؟! ومع هذا فإنه لا يصلح شاهدًا، لأنه موقوف بل مقطوع، ولا أدري كيف يخفي مثل هذا على الحافظ عفا الله عنا وعنه.
قلنا: ومما يدلُّ على ضعفه: نسبة الرجل إلى أمه، والله جَلَّ وعلا يقول: "ادعوهم لآبائهم" الأحزاب (٥).